المكتوب الخامس
باسمه سبحانه
﴿وَاِنْ مِنْ شَيءٍ اِلاّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾
لقد قال رائد السلسلة النقشبندية وشمسها الامام الرباني رضي الله عنه(1) في مؤلفه (مكتوبات):
(انني ارجّح وضوح مسألة من الحقائق الايمانية وانكشافها على آلاف من الاذواق والمواجيد والكرامات)(2).
وقال ايضاً: (ان منتهى الطرق الصوفية كافة هو وضوح الحقائق الايمانية وانجلاؤها)(3).
وقال كذلك: (ان الولاية ثلاثة اقسام: الولاية الصغرى: وهي الولاية المشهورة. وقسم ثان: هو الولاية الوسطى. وقسم ثالث: هو
(1) الامام الرباني: هو احمد بن عبد الاحد السرهندي الفاروقي (971ــ1034هـ) الملقب بحق (مجدد الالف الثاني) برع في علوم عصره، وجمع معها تربية الروح وتهذيب النفس والاخلاص لله وحضور القلب، رفض المناصب التي عرضت عليه، قاوم فتنة (الملك اكبر) التي كادت ان تمحق الاسلام. وفّقه المولى العزيز الى صرف الدولة المغولية القوية من الالحاد والبرهمية الى احتضان الاسلام بما بث من نظام البيعة والاخوة والارشاد بين الناس، طهر معين التصوف من الاكدار، تنامت دعوته في القارة الهندية حتى ظهر من ثمارها الملك الصالح (اورنك زيب) فانتصر المسلمون في زمانه وهان الكفار. انتشرت طريقته (النقشبندية) في ارجاء العالم الاسلامي بوساطة العلامة خالد الشهرزوري المشهور بمولانا خالد (1192 ــ1243هـ). له مؤلفات عديدة اشهرها (مكتوبات) ترجمها الى العربية محمد مراد في مجلدين..ــ المترجم.
(2) المكتوبات للإمام الرباني: 1/182 ( المكتوب: 210).
(3) نفسه.