المكتوب الثامن والعشرون
هذا المكتوب عبارة عن ثماني مسائل
المسألة الاولى
وهي الرسالة الاولى
بِسْم الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
﴿إنْ كنتم للرُؤيا تَعبرون﴾(يوسف:43)
ثانياً: انكم تطلبون ياأخي تعبير رؤياكم القديمة التي رأيتموها قبل ثلاث سنوات، وقد ظهر تعبيرها وتأويلها بعد ثلاثة ايام من لقائك اياي. أوَ ليس لي الحق اذن أن أقول ازاء تلك الرؤيا اللطيفة المباركة المبشرة والتي مرّ عليها الزمن واظهر معناها:
نة شبم نة شب ثرستم من غلام شمسم از شمس مى كويم خبر(1)
آن خيالاتى كة دام اولياست عكس مهرويان بوستان خداست(2)
نعم! ياأخي! لقد اعتدنا ان نتذاكر معاً درس الحقيقة المحضة، لذا فان بحث الرؤى التي بابها مفتوح للخيالات بحثاً علمياً لايلائم مسلك التحقيق العلمي ملائمة تامة، ولكن لمناسبة تلك الحادثة الجزئية في النوم، نبين ست نكات تخص النوم الذي هو صنو الموت. نبينها بياناً علمياً مبنياً على القواعد والدساتير مستنبطة من الحقيقة بالوجه الذي تشير اليه الآيات القرآنية، ونورد في النكتة السابعة تعبيراً مختصراً لرؤياك.
النكتة الاولى: ان آيات كثيرة في القرآن الكريم مثل: ﴿وجعلنا
-------------------
1) يعني: لست ليلاً ولستُ عابد ليل أنا خادم شمس الحقيقة ومنها آتيكم بالخبر. ولعل المقصود: ان الامور واضحة جلية عندي لا لبس فيها قطعاً. - المترجم.
(2) يعني: ان الخيالات التي هي شباك الأولياء، انما هي مرآة عاكسة تعكس الوجوه النيرة في حديقة الله. والشعر للرومي في ج/1 ص/3 ط, بومبي ـ المترجم.