ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب الثامن والعشرون | 514
(511-517)

والحيوان من غير الحواس الظاهرة والباطنة ـ وهما حاستان من قبيل الحس قبل الوقوع ـ وهما حاسة (السائقة) وحاسة (الشائقة) كحاستي (الباصرة) و (السامعة) من الحواس المشهورة. اي؛ حاسة تدفع واخرى تشوّق.
ويطلق اهل الضلال والفلسفة على تلك الحواس غير المشهورة لحماقتهم خطأً اسم (الدافع الطبيعي).. كلا .. انها ليست دافعاً طبيعياً، بل نوع من إلهام فطري، يسوق به القدر الآلهي الانسان والحيوان.
فمثلاً: القط وماشابهه من الحيوانات، عندما يفقد بصره يفتش بذلك الدفع القدري عن نوع معين من النبات ويضعه على عينه ويشفى من المرض.
وكذلك النسر وما شابهه من الطيور الجارحة الآكلة للحوم ـ الموظفات الصحيات لتنظيف سطح الارض من جثث حيوانات البراري ـ هذه الطيور تعلم بوجود جثة حيوانٍ على مسافة يوم، وتجدها بذلك السَوق القَدري، وبإلهام الحس قبل الوقوع.
وكذلك صغير النحل الذي لم يمر عليه الاّ يوم واحد، يطير الى مسافة يوم كامل في الهواء ثم يعود الى خليته دون ان يضيّع أثره، وذلك بالسَوق القَدري، وبالهام ذلك السَوق والدفع.
حتى ان كل انسان قد مرّ بلاشك بكثير من الوقائع المتكررة، فهو عندما يذكر اسم شخص ما، اذا بالباب ينفتح ويدخل الشخص المذكور، من غير ان يتوقعوا قدومه. حتى قيل في الامثال الكردية:
ناـظ طربينة ثالاندار لى ورينة
اي؛ حالما تذكر الذئب، هئ الهراوة، فالذئب قادم.
بمعنى ان اللطيفة الربانية ـ بحس قبل الوقوع ـ تشعر بمجئ ذلك الشخص إحساساً مجملاً، ولكن لعدم احاطة شعور العقل به، فان الشخص ينساق الى ذكر ذلك الشخص دون قصد واختيار.
ويفسّر أهلُ الفراسة ذلك بما يشبه الكرامة، حتى كانت عندي حالة

لايوجد صوت