ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب الثامن والعشرون | 513
(511-517)

تصوير تصنعه قوة خيال الانسان المصاب بانحراف في مزاجه، وتركبّه حسب نوع ذلك الانحراف.
او انها ناشئة من تخطر الخيال لحوادث مثيرة، قد رآها الانسان نهاراً او قبل يوم او حتى قبل سنة او سنتين. فيعدّلها الخيال ويصوّرها ويلبسها شكلاً.
فهذان القسمان من قبيل (أضغاث احلام) لايستحقان التعبير.
اما القسم الثالث، فهو الرؤيا الصادقة، ان اللطيفة الربانية الموجودة في ماهية الانسان تجد علاقة لها مع عالم الغيب، وتفتح منفذاً اليه بعد انقطاع الحواس والمشاعر المربوطة بعالم الشهادة والمتجولة فيه، وبعد توقفها عن العمل. فتنظر اللطيفة الربانية بذلك المنفذ الى حوادث تتهيأ للوقوع، وقد تلاقي أحد جلوات اللوح المحفوظ او أنموذجاً من نماذج كتابات القَدر، فترى بعض الوقائع الحقيقية، ولكن الخيال يتصرف أحياناً في تلك الوقائع ويلبسها ملابس الصور. ولهذا القسم أنواع كثيرة وطبقات كثيرة. فأحياناً تقع الحادثة كما رآها الشخص واحياناً تظهر الحادثة وراء ستار خفيف واحياناً تتستر بستاركثيف سميك.
وقد ورد في الحديث الصحيح؛ ان الرؤيا التي كان يراها الرسول الكريم y في بدء الوحي كانت واضحة صادقة ظاهرة كفلق الصبح(1).
النكتة الخامسة: ان الرؤيا الصادقة عبارة عن زيادة في قوة (الحس قبل الوقوع) وهذا الاحساس موجود في كل انسان جزئياً او كلياً، بل موجود حتى في الحيوانات.
ولقد وجدت ـ في وقت ما ـ ان هناك حاستين في الانسان 

---------------------
(1) حديث: (كان اول مابدئ به الرسول y الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لايرى رؤيا الاّ جاءت مثل فلق الصبح). اخرجه (البخاري) في صحيحه/ كتاب تفسير القرآن و(مسلم)/كتاب الايمان، والترمذي (3632) والسيوطي في الدر المنثور (8/561) وابو نعيم في دلائل النبوة ص168. - المترجم.

لايوجد صوت