العظيم﴾(التوبة:129).
وخاطب عقلي كذلك نفسي القلقة المضطربة المستغيثة قائلاً:
دع الصُراخ يا مسكين، وتوكل على الله في بلواك.
انما الشكوى بلاء.
بل بلاء في بلاء، واثام في اثام في بلاء.
اذا وجدتَ مَن ابتلاك،
عاد البلاء عطاء في عطاء، وصفاء في صفاء، ووفاء في بلاء.
دع الشكوى، واغنم الشكر كالبلابل؛ فالازهار تبتسم من بهجة عاشقها البلبل.
فبغير الله دنياك آلام وعذاب، وفناء وزوال، وهباء في بلاء.
فتعال، توكل عليه في بلواك!
ما لكَ تصرخ من بلية صغيرة، وانت مثقلٌ ببلايا تسع الدنيا.
تبسّم بالتوكل في وجه البلاء، ليبتسم البلاء.
فكلما تبسّم صغُر وتضاءل حتى يزول.
وقلت كما قال أحد اساتذتي مولانا جلال الدين الرومي(1) مخاطباً نفسه:
او طفت :(ألستُ) وتوطفتى:(بلى)
شكر (بلى) ضيست؟ كشيدن بلا
سرّ بلا ضيست كة يعنى منم
(1) الرومي (مولانا جلال الدين): (604 ــ672هـ) (1207 - 1273م) عالم بفقه الحنفية والخلاف وانواع العلوم، ثم متصوف صاحب (المثنوي) المشهور بالفارسية المستغني عن التعريف في ستة وعشرين ألف بيت، وصاحب الطريقة المولوية. ولد في بلخ (بفارس) استقر في (قونية) سنة 623هـ عرف بالبراعة في الفقه وغيره من العلوم الاسلامية، فتولى التدريس بقونية في اربع مدارس بعد وفاة ابيه سنة 628 هـ ، من مؤلفاته: ديوان كبير، فيه ما فيه، مكتوبات.:245 - المترجم.