ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب السادس | 33
(30-34)

حلقة زنِ درطةِ فقر و فنا(2)
(أتدري ما سر البلاء؟.. انه طرقُ باب الفقر والاستغناء عن الناس).
وحينئذٍ قالت نفسي: أجل! أجل!. ان الظلمات لتتبدد وباب النور لينفتح بالعجز والتوكل والفقر والالتجاء . فالحمد لله على نور الايمان والاسلام.
وقد رأيت هذه الفقرة من (الحكم العطائية) المشهورة تنطوي على حقيقة جليلة وهي قوله:
ماذا وجَدَ من فقده وماذا فقد مَن وجده؟(3)
اي: ان الذي وجده فقد وجد كل شئ، ومن فقده لا يجد شيئاً سوى البلاء.
وفهمت سراً من اسرار الحديث الشريف (... طوبى للغرباء...)(1) فشكرت الله.
فيا اخويّ!
ان ظلمات انواع الغربة هذه، وان تبددت بنور الايمان، الاّ انها تركت فيّ شيئاً من بصمات احكامها، واوحت بهذه الفكرة:
ما دمت غريباً واعيش في الغربة وراحلاً الى الغربة، فهل انتهت مهمتي في هذا المضيف، كي اوكلكم و(الكلمات) عني. واقطع حبال

(2) يعني: لما قال سبحانه:(ألست بربكم) قلت:(بلى)!. فاين الشكر على قولك بلى؟ انه مقاساة البلاء! أتدري ما سر البلاء؟ انه طرق باب الفقر والفناء في الله - المترجم.
(3) هذه الفقرة (ماذا وجد من فقدك وما الذي فقد من وجدك) هي من مناجاة ابن عطاء الله السكندري، المذكورة في ختام (الحكم العطائية) التي عرّفها صاحب كشف الظنون بأنها: حكم منثورة على لسان أهل الطريقة، لما صنّفها عرضها على شيخه ابي العباس المرسي، فتأملها وقال له: لقد أتيت يا بني في هذه الكراسة بمقاصد الإحياء وزيادة. ولذلك تعشّقها ارباب الذوق، لما رقّ لهم من معانيها وراق - وابن عطاء الله السكندري هو العارف بالله، العالم الجامع لعلوم التفسير والحديث والفقه، مرشد السالكين، لازم شيخه المرسي اثني عشر عاماً وفُتح عليه على يديه. توفي رحمه الله تعالى سنة (709هـ 1309م).- المترجم.
(1) اصل الحديث: (بدأ الاسلام غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء) رواه مسلم عن ابي هريرة : الإيمان : 232 والترمذي : الإيمان 13 وفي كشف الخفاء 887. - المترجم.

لايوجد صوت