الكلمات | الكلمة التاسعة والعشرون | 703
(688-734)

ان نفهم ان ما روى عن المخبر الصادق y حول الملائكة من صور هي أحسن تصوير وأقرب الى العقل وبشكل جدّ مناسب ولائق.
فمثلاً: روى ان الرسول y قال: (ان لله ملائكة لها أربعون - أو أربعون الف - رأس في كل رأس أربعون الف فم وفي كل فم أربعون ألف لسان يُسبّح أربعين الف تسبيحة) أو كمال قال.. فحقيقة هذا الحديث لها معنى، ولها صورة.
أما معناها فهي: ان عبادة الملائكة في غاية الانتظام والكمال، وهي في منتهى السعة والكليّة أيضاً.
وأما صورتها فهي: ان هناك بعض الموجودات الجسمانية الضخمة تنجز وظائف عبوديتها بأربعين الف رأس وبأربعين الف نمط وشكل، فالسماء مثلاً تسبح بالشموس والنجوم. والأرض أيضاً مع أنها واحدة من المخلوقات فانها تقوم بوظائف عبوديتها وتسبيحاتها لربّها بمائة الف رأس، وفي كل رأس مئات الألوف من الافواه، وفي كل فم مئات الألوف من الألسنة، فلأجل أن يُظهر الملك الموكل لكرة الأرض هذا المعنى في عالم الملكوت، لابدّ أن يَظهر هو الآخر بتلك الهيئة والصورة. حتى انني رأيت ما يقارب الأربعين غصناً - بما يشبه الرأس - لشجرة متوسطة من اشجار اللوز، ومن ثم نظرت الى أحد أغصَانها فكان له ما يقارب الأربعين من الأغصَان الصغيرة بمثابة الألسنة، ورأيت هناك أربعين زهرة قد تفتحت من أحد تلك الألسنة، فنظرت بدقة وأمعنت بحكمة الى تلك الأزهار، فاذا في كل زهرة ما يقارب الأربعين من الخيوط الدقيقة المنتظمة ذات الألوان البديعة والدقة الرائعة، بحيث أن كلّ خيط من تلك الخيوط يُظهر تجلّياً من تجلّيات أسماء الصانع ذي الجلال ويستنطق اسماً من اسمائه الحسنى.
فهل من الممكن ان صانع شجرة اللوز ذا الجلال وهو الحكيم ذو الجمال الذي حمّل تلك الشجرة الجامدة جميع تلك الوظائف ثم لا يركّب عليها مَلَكاً موكلاً، يناسبها - وبمثابة الروح لها - ويفهم معنى

لايوجد صوت