الكلمات | الكلمة التاسعة والعشرون | 701
(688-734)

وأظهرها القرآن الكريم، وشاهدها صاحب المعراج عليه أفضل الصلاة والسلام.

الأساس الرّابع

اذا أمعنا النظر في موجودات الكون نلاحظ أن:
(للكلّيّات - كما هي للجزئيات - شخصية معنوية، بحيث تظهر لها وظيفة كليّةً).
فكما ان الزهرة - مثلاً - باظهارها دقة الصنعة فيها تسبّح بلسان حالها بأسماء فاطرها، فرياض الارض كلها ايضاً هي بحكم تلك الزهرة، لها وظيفة تسبيحية كلية في غاية الانتظام.
وكما ان الثمرة تعبّر وتعلن بنظامها البديع المنسق عن تسبيحاتها، كذلك الشجرة الباسقة بكليتها، لها عبادة ووظيفة فطرية في اتمّ نظام.
وكما أن للشجرة الباسقة تسابيح بحمد ربّها بكلمات أوراقها وأزهارها وأثمارها، فان لآفاق السموات الشاسعة تسابيحها للفاطر الحكيم بكلمات شموسها ونجومها وأقمارها، وهي تحمد وتمجّد صانعها جل جلاله.
وهكذا الموجودات الخارجية كلها - رغم انها جامدة ودون شعور ظاهراً - فلها واجبات وتسابيح بحمد ربها في منتهى الأحساس والحيوية.
فالملائكة اذ يمثلون الموجودات ويعبّرون عن تسبيحاتها في عالم الملكوت، فالموجودات بدورها هي بحكم المساكن والمساجد للملائكة في عالم الملك والشهادة. ولقد بيّنا في (الكلمة الرابعة والعشرين) - الغصن الرابع منها - : ان مالك قصر هذا العالم الفخم وصانعه جل جلاله يستخدم في إعمار مملكته أربعة أقسام من العاملين، وفي مقدمتها الملائكة والروحانيات.

لايوجد صوت