الكلمات | الكلمة التاسعة والعشرون | 700
(688-734)

بوجودهم بالبداهة والمشاهدة؟. وهل من الممكن ألاّ يكون منشأ هذا الاعتقاد العام مبادئ ضروريةً واموراً بديهية؟ وهل من الممكن ان يستمر ويبقى وهمٌ لا حقيقة له في جميع العقائد الانسانية وفي خضم التقلبات البشرية؟. وهل من الممكن ان الأجماع العظيم لأهل الأديان هذا، لا يستند الى حدس قطعي وعلى يقين شهودي؟. وهل من الممكن ان هذا الحدس القطعي واليقين الشهودي لا يستندان الى ما لا يعدّ ولا يحصى من الأمارات والعلامات؟ وان هذه الامارات لا تستند على مشاهدات واقعية؟ وان هذه المشاهدات الواقعية لا تستند الى مبادئ ضرورية لا شك فيها ولا شبهة؟
ولما كان الأمر كذلك، فان أسس ومستندات الاعتقادات العامة في أهل الأديان هي مبادئ ضرورية، نتجت بالتواتر المعنوي النابع من رؤية الروحانيات ومشاهدة الملائكة مراراً وتكراراً، فهي أسس قطعية الثبوت.
وهل من الممكن أو المعقول أن تدخل الشبهة في وجود الملائكة وعالم الروح ومشاهدتهم الذي اخبر عنه، وشهد به الأنبياء والاولياء شهوداً متواتراً وبقوة الاجماع الضمني. وهم شموس الحياة الاجتماعية البشرية ونجومها واقمارها وبخاصة أنهم (أهل الاختصاص) في هذه المسألة؛ اذ من المعلوم أن اثنين من أهل الاختصاص يرجحان على آلاف من غيرهم. وهم كذلك (أهل الاثبات) في هذه المسألة، ومن المعلوم أن إثنين من أهل الإثبات يرجحّان كذلك على آلاف من (أهل النفي).
وهل من الممكن أن تدخل أية شبهة وبخاصة فيما ذكره القرآن الحكيم المعجز الذي يتلألأ في سماء الكائنات دائماً دون أفول، فهو شمس شموس عالم الحقيقة، وبما شهده وشاهده النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وهو شمس الرسالة؟.
ولما كان تحقق وجود كائن روحاني واحد – في وقت ما – يُظهر حقيقة وجود جميع نوعه، وقد تحقق هذا فعلاً، فلابدّ أن أفضل صورة معقولة ومقبولة لحقيقة وجودهم هو مثلما شرحتها الشريعة الغرّاء،

لايوجد صوت