الكلمات | الكلمة التاسعة والعشرون | 699
(688-734)

﴿..لا يَعصُونَ الله ما أمَرهم ويفعلون ما يُؤمَرون﴾( التحريم: 6)
فهم أجسام نورانية لطيفة تنقسم الى أنواع مختلفة.
نعم فكما ان البشر هم أمة يحملون ويمثلون وينفّذون الشريعة الإلهية الآتية من صفة (الكلام)، كذلك الملائكة أمة عظيمة جداً بحيث أن قسم العاملين منهم يحملون ويمثلون وينفّذون الشريعة التـكـويـنـيـة الآتية من صفة (الأرادة). وهم نوع من عباد الله الطائعين لأوامر المؤثر الحقيقي الذي هو القدرة الفاطرة والأرادة الإلهية طاعة كاملة حتى جعلوا كل جرم من الأجرام السماوية العلوية بمثابة مسجدٍ ومعبدٍ لهم.

الأساس الثالث
ان مسألة ثبوت الملائكة والعالم الروحاني من المسائل التي تنطبق عليها القاعدة المنطقية: (يدرك تحقق الكل بثبوت جزء واحد). أي أنه برؤية شخص واحد للملائكة يُعرف وجود النوع عامةً؛ لأن الذي ينكر الواحد ينكر الكلّ قاطبةً.
فاذا ما قَبِل فرداً واحداً من ذلك النوع، فعليه أن يقبل النوع جميعاً، إذن تأمّل:
ألا ترى وتسمع بأن جميع أهل الأديان، في جميع العصور، منذ زمن سيدنا آدم عليه السلام الى يومنا هذا، قد اتفقوا على وجود الملائكة وثبوت العالم الروحاني، وان طوائف من البشر قد اجمعوا على إمكان محادثة الملائكة ومشاهدتهم والرواية عنهم مثلما يتحاورون ويشاهدون ويروون الروايات فيما بينهم. فيا ترى هل يمكن ان يحصل مثل هذا الاجماع، ويدوم هذا الاتفاق، بهذا الشكل المتواتر المستمر في أمر وجودي، ايجابي، مستند الى الشهود، إن لم يكن قد شوهد أحدٌ من الملائكة عياناً وبداهةً؟ أو لم يُعرف وجود شخص او أشخاص منهم بصورة قاطعة بالمشاهدة؟ أو لم يُشعر

لايوجد صوت