الكلمات | الكلمة التاسعة والعشرون | 706
(688-734)

وهكذا على غرار هذا المثال، فهناك مبرّر لهدم قصر الدنيا ومدينة هذه الكائنات وتخريبها وتدميرها، ومن ثم تعميرها وبناؤها، وان هناك مَن هو قادر ومهيمن على ذلك، وبالتالي فهو يمكنه هدمها، وسيهدمها فعلاً، ومن ثم فهو يمكنه تعميرها، وسيعمرّها فعلاً من جديد. وستثبت لدينا هذه المسائل بعد الأساس الأول.

الأساس الأوّل
ان الروح باقية قطعاً. اذ أن الدلائل التي دلت على وجود الملائكة والروحانيات في (المقصد الأول) هي نفسها دلائل مسألتنا - بقاء الروح - هذه. وعندي أن هذه المسألة ثابتة الى درجة بحيث يكون من العبث أن نخوض في توضيحها.
نعم.. انها قصيرة ودقيقة تلك المسافة التي بيننا وبين القوافل التي لا تعدّ ولا تحصى من الأرواح الباقية في عالم البرزخ وعالم الأرواح والمنتظرة للرحيل الى الآخرة، بحيث لا نحتاج الى برهان لايضاحها؛ فاللقاءات التي بينها وبين ما لا يعدّون من أهل الكشف والشهود، ورؤية أهل كشف القبور لهم، وعلاقات عامة الناس وارتباطهم معهم في الرؤى الصادقة ومحاورات قسم من العوام معهم، كل ذلك جعل الروح وبقاءها - لكثرة التواتر - من المفاهيم المتعارفة للبشرية.
بيد أن الفكر المادي في عصرنا هذا قد أسكر كثيراً من الناس فأوغل الوهم والشبهة في أبسط الامور البديهية. فلأجل ازالة هذه الاوهام والوساوس، سنشير الى (أربعة منابع) فقط من بين تلك المنابع الغزيرة للحدس القلبي والاذعان العقلي ممهدين لها (بمقدمة).
المقدمة
كما أثبت في الحقيقة الرابعة من (الكلمة العاشرة):
ان الجمال البديع الخالد الأبدي الذي ليس له مثيل يطلب خلود مشتاقيه وبقاءهم وهم كالمرآة العاكسة لذلك الجمال. وان الصنعة الكاملة الخالدة غير الناقصة تستدعي دوام مناديها المتفكرين. وان

لايوجد صوت