الكلمات | الكلمة التاسعة والعشرون | 715
(688-734)

ونتيجتها الأساس، أي ان لم تبعث الدنيا بعد موتها بصورة (آخرة).. لتحولت جميع النِعَم الى نقم.. وهذا يستلزم إنكار الرحمة الإلهية المشهودة الظاهرة بداهة وبالضرورة في الكون، والثابتة بشهادة جميع الكائنات والتي هي الحقيقة الثابتة الواضحة وضوحاً أسطع من الشمس.
فاذا ما أفترضتَ ان نهاية الحياة الانسانية تصير الى الفراق الابدي والى العدم ثم دققتَ النظر في بعض الآثار اللطيفة لتلك (الرحمة) وانوارها في نعمة الحب والحنان والعقل.. فانك ترى ان تلك المحبة تصبح مصيبة كبرى.. وذلك الحنان اللذيذ يكون داءً وبيلاً.. وذلك العقل النوراني يكون بلاءً عظيماً..
فالرحمة اذن - لأنها رحمة - لا يمكن ان تقابل المحبةَ الحقيقية بذلك الفراق الابدي والعدم. أي لابد من حياة أخرى..
لخصنا هذه الحقيقة هنا حيث أن الحقيقة الثانية من (الكلمة العاشرة) قد اوضحتها بكل جمال ووضوح.
المدار السابع:
ان جميع المحاسن وجميع الكمالات وجميع الأشواق واللطائف وجميع الانجذابات والترحّمات التي نعلمها ونراها في هذه الكائنات ما هي الاّ معانٍ، ومضامين، وكلمات معنوية، تبين للقلب بكل وضوح وتظهر للعقل بكل جلاء انها تجليات كرم الخالق الجليل واحسانه، وانها تجليات رحمته الخالدة ولطفه الدائم سبحانه ولما كانت هناك (حقيقة) ثابتة في عالمنا، ورحمة حقيقية واضحة بالبداهة، فلابد أن ستكون السعادة الأبدية. وقد اوضحت الحقيقة الرابعة مع الثانية من (الكلمة العاشرة) هذه الحقيقة كالشمس.
المدار الثامن:
ان الوجدان الشاعر للانسان الذي هو فطرته، يدلّ على الحياة الأخرى ويرنو الى السعادة الأبدية.
نعم، ان الذي يصغى الى وجدانه اليقظ فانه يسمع حتماً صوت (الأبد.. الأبد) حتى اذا ما أعطي كل ما في الكائنات لذلك الوجدان فانه

لايوجد صوت