لا يسدّ حاجته الى الأبد. بمعنى ان ذلك الوجدان مخلوق لذلك الأبد، وان هذا الجذب والانجذاب الوجداني لا يكون الاّ بجذب من غاية حقيقية وبجاذب حقيقي.
وقد أظهرت خاتمة الحقيقة الحادية عشرة من (الكلمة العاشرة) هذه الحقيقة.
المدار التاسع:
ان كلام النبي الصادق المصدَّق المصدوق محمد العربي الهاشمي عليه أفضل الصلاة والسلام قد فتح أبواب السعادة الأبدية، وأن احاديثه الشريفة نوافذ مفتحة على تلك السعادة الخالدة تطلّ عليها، وهو اذ يملك قوة اجماع الأنبياء عليهم السلام جميعهم وتواتر الأولياء الصادقين كلهم، فقد ركزّ بيقين راسخ كل دعواه، بكل قواه - بعد توحيد الله - على هذه النقطة الأساس، وهي الحشر والحياة الآخرة. فهل هناك شئ يمكن ان يزحزح هذه القوة الصامدة؟.
وقد اوضحت الحقيقة الثانية عشرة من (الكلمة العاشرة) هذه الحقيقة بوضوح تام.
المدار العاشر:
وهو البلاغ المبين للقرآن الكريم الذي حافظ على اعجازه - بسبعة أوجه - طوال ثلاثة عشر قرناً وما زال، كما أثبتنا أربعين نوعاً من اعجازه في (الكلمة الخامسة والعشرين)..
نعم.. ان إخبار القرآن نفسه عن الحشر الجسماني هو تنوير كافٍ وكشف بيّن له، فهو المفتاح للحكمة المودعة في الكائنات وللسر المغلق للعالم.
ولقد دعا هذا القرآن العظيم مراراً الى التفكر ولفت الأنظار الى آلاف من البراهين العقلية القطعية. فالآيات الكريمة مثلاً:
﴿وَقَدْ خَلقَكُم أطْواراً﴾(نوح:14).
﴿قل يُحييهَا الذي أنْشَاهَا أوَّلَ مَرَّةٍ...﴾(يس:79) انما هي نماذج للقياس