الكلمات | الكلمة الحادية والثلاثون | 787
(772-812)

يشبه مرآة عاكسة لها.
وهكذا فان الله جل جلاله وهو شمس الأزل والابد (ولله المثل الاعلى) أقربُ الى كل شئ من كل شئ، مع ان كلَّ شئ بعيدٌ عنه بعداً مطلقاً. الاّ مَن يقطع جميع الموجودات، ويتخلص من الجزئية ويرتقى في مراتب الكلية متدرجاً مرتبة مرتبة ويمضي عبر آلاف الحجب ويتقرب الى اسم محيط بالموجودات كلها، فيقطع مراتب كثيرة امامه، ثم بعد ذلك يتشرف بنوع من القرب.
ومثال آخر: ان الجندي الفرد بعيد جداً عن الشخصية المعنوية للقائد الاعظم، فهو ينظر الى قائده من مسافة في غاية البعد ومن خلال حُجب معنوية كثيرة، فيراه في نموذج مصغّر في مرتبة العريف.
اما القرب الحقيقي من الشخصية المعنوية للقائد الاعظم، فيلزمه المضي في مراتب كلية كثيرة كمراتب الملازم والنقيب والرائد وهكذا. بينما القائد الاعظم موجود عنده ويراه بأمره وقانونه ومراقبته وحكمته وعلمه، وهو موجود بذاته ازاءه ان كان قائداً في المعنى - والروح - كما هو في الصورة والظاهر.
ولما كانت هذه الحقيقة قد أثبتت اثباتاً قاطعاً في الكلمة السادسة عشرة نكتفي هنا بهذا القدر المختصر.
 ويرد على البال أيضاً:
انك تقول من كل قلبك: انني انكر وجود السموات ولا اؤمن بالملائكة، فكيف اصدّق سيرَ انسانٍ وتجواله في السموات ومقابلته الملائكة؟
نعم! لا شك ان إراءة شئ وإفهامَ أمرٍ الى مَن كان مثلك وقد أسْدِلَتَ الغشاوة على بصره وانحدر عقلُه الى عينه فلم يعُد يرى الاّ المادة، شئٌ صعب وعسير. ولكن لشدة نصاعة الحق ووضوحه يراه حتى العميان. لذا نقول:
انه من المتفق عليه ان الفضاء العلوي مملوء (بالاثير) فالضوء والكهرباء والحرارة وامثالها من السيالات اللطيفة دليل على وجود

لايوجد صوت