ويرد على البال أيضاً!
انك تقول: هب انه يستطيع ان يرقى ويعرج الى السماء، ولكن لماذا عُرج به؟ واي ضرورة للعروج؟ اما كان يكفيه ان يعرج بقلبه وروحه كما يفعله الاولياء الصالحون؟
ونحن نقول:
ما دام الصانع الجليل قد أراد اظهار آياته الكبرى له y في مُلكه وملكوته، واراد اطلاعه على منابع ومصانع هذا العالم، واراد اراءته النتائج الاخروية لأعمال البشر.. فلا شك في ان يصحب معه الى العرش، بصَرَه الذي هو في حكم مفتاح لعالم الـمُبصرات، وسمعَه الذي يطّلع به على آيـات عالم المســموعــات. كما ان من مقتضى العقل والحكمة ان يصحب معه الى العرش جسمَه المبارك ايضاً الذي هو في حكم ماكنة آلاتٍ واجهزةٍ تدور عليها وظائف روحه التي لا تحد؛ اذ كما تجعل الحكمة الإلهية الجسم رفيقاً للروح في الجنة، حيث الجسد مناط كثير من وظائف العبودية وما لا يحد من اللذائذ والآلام، فلابد ان ذلك الجسد المبارك سيرافق الروح. وحيث ان الجسم يدخل الجنة مع الروح، فانه من محض الحكمة ايضاً جعل جسده المبارك رفيقاً للذات المحمدي y الذي عرج به الى سدرة المنتهى التي هي جسد جنة المأوى.
ويرد على البال ايضاً:
انك تقول: انه محال عقلاً قطع مسافة الوف السنين، في بضع دقائق؟
ونحن نقول:
ان الحركات فيما صنعه الصانع الجليل في غاية الاختلاف والتباين. فمثلاً: ان مدى اختلاف سرعة الصوت والضوء والكهرباء والروح والخيال معلوم لدينا. فسرعة الكواكب السيارة ايضاً - كما هو معلوم علمياً - فيها من الاختلاف ما يحير العقول.