الكلمات | الكلمة الحادية والثلاثون | 792
(772-812)

نسبة الفرق بين ساعتنا اليدوية ومدار الأرض السنوي، اي ان الفرق هائل جداً، وهكذا فلأن الزمان عبارة عن لونٍ من الوان الحركة وصبغتها أو شريط لها، فالحكم الجاري في الحركات جارٍ ايضاً في الزمان؛ إذ بينا نشاهد في ساعة واحدة بقدر ما يشاهده الراكب ذو الشعور على عقرب الساعات، وحقيقة عمره هي بالقدر نفسه، فان الرسول الاعظم y في الزمان نفسه - كالراكب على عقرب العواشر - في تلك الساعة المعينة يركب براق التوفيق الإلهي ويقطع جميع دوائر الممكنات كالبرق ويرى آيات الـمُلك والملكوت ويرتقي الى نقطة دائرة الوجوب، ويتشرف باللقاء والكلام، ويحظى برؤية الجمال الإلهي ويتلقى العهد والأمر الإلهي لأداء وظيفة ثم يعود. وقد عاد فعلاً.. وهو كذلك.
 ويرد على البال ايضاً:
انكم تقولون: نعم يجوز، ولربما يمكن ان يحدث! ولكن لا يقع فعلاً كل ما هو محتمل الوقوع وممكن، اذ كيف يصح ان يُحكَم على شئ ليس له مثيل، بمجرد أحتمال وقوعه؟
ونحن نقول:
ان امثال المعراج كثيرة لا تحصى. فكل ذي نظر مثلاً يرقى بنظره من الأرض الى كوكب (نبتون) في ثانية واحدة.. وكل ذي علم يذهب بعقله راكباً قوانين الفلك الى ما وراء النجوم والكواكب في دقيقة واحدة.. وكل ذي ايمان يُركب فكرَه على أفعال الصلاة واركانها مودعاً الكائنات وراء ظهره فيذهب الى الحضور الإلهي بما يشبه المعراج.. وكل ذي قلب وولي كامل يستطيع ان يمضي بالسير والسلوك من العرش ومن دائرة الاسماء والصفات في اربعين يوماً.. حتى ان الشيخ الكيلاني والامام الرباني وامثالهما من الأفذاذ قد حصل لهم عروج روحي الى العرش في دقيقة واحدة، كما يخبرون بروايات صادقة.. وان الملائكة الذين هم اجسام نورانية يحصل لهم ذهاب واياب من العرش الى الفرش ومن الفرش الى العرش في زمن قصير

لايوجد صوت