الكلمات | الكلمة الحادية والثلاثون | 793
(772-812)

جداً.. وان اهل الجنة يعرجون من المحشر الى روضات الجنات في زمان قصير.
فهذا القدر من الامثلة الكثيرة يبين قطعا ان سلطان جميع الاولياء والمرسلين وامام جميع المؤمنين وسيد جميع اهل الجنة ومقبول جميع الملائكة ذلكم الرسول الكريم y بلاشك يحصل له معراج يكون مدار سيره وسلوكه الى الله بما يليق مقامه الرفيع.
فهذه هي الحكمة بعينها، وفي غاية المعقولية، وهي واقعة فعلاً دون أدنى ريب.


الاساس الثالث
ما حكمة المعراج؟
الجواب: ان حكمة المعراج هي من الرفعة والسمو بحيث يعجز الفكر البشري عن ادراكها، وهي من العمق والغور بما يقصر عن تناولها، وهي من الدقة واللطف بما يدق عن أن يراها العقل بمفرده..
ولكن على الرغم من عدم القدرة على ادراك حقائق هذه الحكمة واستيعابها، فانه يمكن ان يُعرَف وجودُها ببعض الاشارات كما يأتي:
لأجل اظهار نور وحدته سبحانه وتعالى وتجلي أحديته في طبقات المخلوقات، اصطفى خالق الكائنات ورب العالمين فرداً متميزاً بمعراجٍ - هو كخيطِ اتصال نوراني بين منتهى طبقات كثرة الموجودات الى مبدأ الوحدة - متخذاً اياه موضع خطابه، باسم جميع المخلوقات.. معلماً إياه - وبه - مقاصده الإلهية باسم ذوي الشعور.. ليشهد بنظره جمال صنعته وكمال ربوبيته في مرآة مخلوقاته، ويُشهِد الآخرين آثار الجمال والكمال.
اذ ما دام رب العالمين له جمال مطلق وكمال مطلق - بشهادة آثاره ومصنوعاته - وان الجمال والكمال محبوبان لذاتيهما، فمالك

لايوجد صوت