فكيف تبدو حركة جسمه اللطيف y الذي اكتسب بالعروج سرعةً فتبع روحَه السامية،تلك الحركة السريعة سرعة الروح مخالفة للعقل؟
فانت بنفسك اذا نمتَ عشر دقائق، تتعرض الى حالات قد لا تتعرض لها في اليقظة في سنة. حتى ان ما يراه الانسان في الرؤيا في دقيقة واحدة وما يسمع فيها من كلام وما ينطق به من اقوال اذا ما جُمعَ وضُم بعضُه الى بعض فانه يلزمه مدة يوم او اكثر في عالم اليقظة.
فالزمان الواحد اذن بالنسبة لشخصين، يمكن ان يكون في حكم يومٍ واحد لأحدهما وسنةٍ واحدة للآخر.
فانظر الى هذا المعنى بمنظار هذا المثال:
لنفترض وجود ساعة لقياس سرعة حركات الانسان والطلقة والصوت والضوء والكهرباء والروح والخيال. وفي هذه الساعة عقارب، عقرب يعدّ الساعات، وآخر يعدّ الدقائق في دائرة اوسع من الاولى ستين مرة، وعقرب آخر يعدّ الثواني في دائرة اوسع من هذه ستين مرة، وآخر يعدّ الثوالث في دائرة اوسع من هذه ستين مرة.. وهكذا عقارب الروابع والخوامس والسوادس والسوابع والثوامن والتواسع والعواشر. اي تكون للساعة عقارب عجيبة كل منها يدور في دائرة اوسع من التي قبلها بستين ضعفاً.
فلو كانت دائرة العقرب العادّ للساعات بقدر ساعتنا اليدوية الصغيرة، فيلزم ان تكون دائرة العقرب العادّ للعواشر بمقدار المدار السنوي للأرض أو اكبر منه.
والآن لنفترض ان هناك شخصين:
احدهما: كأنه قد ركب عقرب الساعات فيراقب ويطّلع على ما حوله.
والآخر: كأنه قد ركب عقرب العواشر ويشاهد ما حوله.
فالفرق بين ما يشاهده الشخصان من اشياء في زمان واحد، هو