وظلت ملائمة لحركات النجوم والكواكب السيارة كما أشار اليها الحديث الشريف ( السماء موجٌ مكفوف)(1) قد أخذت اوضاعاً مختلفة واشكالاً متباينة، من درب التبانة (المسمى بمجرة السماء) الى اقرب كوكب سيار الينا، في سبع طبقات، كل منها بحكم سقف لعالم آخر، من عالم الارض الى عالم البرزخ الى عالم المثال، والى عالم الآخرة.. هكذا تقتضي الحكمة ومنطق العقل.
ويرد على البال ايضاً:
ايها الملحد! انت تقول: اننا لا نصعد بالطائرة الى الأعالي الاّ بشق الانفس ونصل بصعوبة بالغة الى مسافة بضع كيلومترات، فكيف يمكن لإنسان ان يقطع بجسمه مسافة الوف السنين ثم يعود الى حيث اتى في بضع دقائق؟!
ونحن نقول:
ان جسماً ثقيلاً كالارض يقطع في الدقيقة الواحدة مسافة ثمان وثمانين ومائة ساعة تقريباً بحركته السنوية، حسب ما توصلتم اليه من علم. اي تقطع الأرض مسافة خمسٍ وعشرين الف سنة في السنة الواحدة!
أليس قادراً يا ترى ذلك القدير ذو الجلال الذي يسيّر هذه الأرض بهذه الحركات المنتظمة الدقيقة على ان يأتي بانسان الى العرش؟ وألا تستطيع تلك الحكمة التي تُجري الأرض الثقيلة - كالمريد المولوي - بقانون رباني يُطلَق عليه اسم جاذبية الشمس، ان ترقى بجسم انسانٍ الى عرش الرحمن كالبرق بجاذبة رحمة الرحمن وبانجذاب محبة نور السموات والارض؟
(1) جزء من حديث اخرجه الامام احمد في مسنده (2/370) والترمذي برقم (3298) وفي تحفة الاحوذي برقم (3352) وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه. وعزاه صاحب التحفة لاحمد وابن ابي حاتم والبزار وفي مجمع الزوائد (8/ 132) جزء من حديث رواه الطبراني في الاوسط، وفيه ابو جعفر الرازي، وثقّه ابو حاتم وغيره وضعّفه النسائي وغيره، وبقية رجاله ثقات، وانظر فيه كذلك (7/121) وتفسير ابن كثير - سورة الحديد. - المترجم.