دون مالكها القدير الذي لا حدّ لقدرته، ولا حدود لعلمه، ولا نهاية لحكمته! ذلك لأن الذي يعجز عن إدارة وتربية هذ الأنواع المتداخلة ببعضها والأمم المكتنفة بعضها في بعض، دفعةً واحدة وفي آن واحد، يعجز كلياً عن مباشرة خلق واحد منها، اذ لو حصلت مداخلته في أي منها لظَهَر أثرُه، وبان النقصُ والقصور ﴿فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُور﴾(الملك:3).
فلا فطور ولا نقص، اذن فلا شريك.
النافذة الرابعة
هي أستجابة الخالق لجميع الأدعية المنطلقة بلسان استعدادات البذور، وبلسان احتياجات الحيوانات، وبلسان اضطرار المستغيثين من بني الانسان..
نعم، انَّ الاستجابة لجميع هذه الادعية غير المحدودة استجابة فعليةً، باديةٌ أمامنا، نشاهدها رأي العين.
فكما يشير كُلّ منها الى (الواجب الوجود) والى الوحدانية، فان مجموع تلك الاستجابات تدل بالبداهة - وبمقياس أوسع وأعظم على خالق رحيم كريم مجيب، وتوجِّه الأنظار اليه سبحانه.
النافذة الخامسة
اذا أمعنا النظر في الأشياء، ولا سيما الأحياء، نشاهدها وكأنها قد خرجت من يد الخلق لتوها، وبرزت الى الوجود بروزاً فجائياً... فبينما ينبغي ان تكون الاشياء المركبة آنياً وعلى عجل بسيطةَ التركيب ومشوهة الشكل، ومن دون إتقان، نراها تُخلَقُ في أتقن صنعة وأبدعها؛ هذا الإتقان والإبداع الذي يتطلب مهارة فائقةً..
ونراها في أروع نقش وأدق صورة؛ هذه الروعة والدقة التي تحتاج الى صبر عظيم وزمن مديد..