الكلمات | الكلمة الثالثة والثلاثون | 910
(905-964)

ونراها في زينة فاخرة وجمال أخاذ؛ هذه الزينة وهذا الجمال اللذان يستدعيان آلات تجميل متنوعة، ووسائل زينة كثيرة...
فهذا الإتقان المعجِز، والصورة البديعة، والهيأة المنسقة، والابداع الآني، كلٌ منه يشهد على وجود الصانع الحكيم، ويشير الى وحدانية ربوبيته. كما أن مجموعه يبيّن بوضوح (الواجب الوجود) القدير الحكيم، ويبين وحدانيته سبحانه.
فيا أيها الغافل عن ربه، الحائر في أمر الموجودات..هيَّا.. بماذا توضح هذا الأمر وتفسره؟ أفتفسره بالطبيعة العاجزة البليدة الجاهلة؟ أم تريد أن تقترف بجهلك خطأ لا حدود له، فتقلد الطبيعة صفات الألوهية، وتنسب اليها بهذه الحجة معجزات قدرة ذلك الصانع الجليل المنزّه عن كل نقص وعيب، فترتكب ألف محال ومحال.
النافذة السادسة
﴿اِنّ في خَلْقِ السَّمواتِ والاْرضِ وَاخْتِلافِ الَّيْل وَالنَّهارِ وَالفُلْكِ الّتى تَجْرى في البَحرِ بمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمآ اَنَزَلَ الله مِنَ السَّمآءِ مِنْ مآءٍ فَاحيا بِهِ الارضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فيها من كُلِّ دَآبةٍ وَتَصْريفِ الرِّياحِ وَالسّحَابِ المُسخَّرِ بَيْنَ السَمَآءِ والارضِ لاياتٍ لِقَوْمٍ يَعقِلوُنَ﴾(البقرة: 164).
هذه الآية الكريمة كما أنها تبين وجود الله سبحانه وتعالى وتدل على وحدانيته، فهي في الحقيقة نافذة عظيمة جداً تطل على الاسم الأعظم من الأسماء الحسنى. وزبدة خلاصتها:
ان جميع عوالم الكون علوّيها وسفليّها، تدل بألسنة مختلفة على نتيجة واحدة، أي على ربوبية صانعٍ حكيمٍ واحد، وكما يأتي:
ان جريان الأجرام في (السماوات) بمنتهى النظام لبلوغ غايات جليلة، ونتائج سامية - بتقرير علم الفلك نفسه - إنما يدل على وجود الهٍ قدير ذي جلال ويشهد على وحدانيته وربوبيته الكاملة.
كما ان التحولات المنتظمة في (الأرض) والمشاهَدة في المواسم

لايوجد صوت