فيا أيها المكذّب الشقي!.. كيف تستطيع أن تسدَّ هذه النافذة الواسعة سَعَةَ الأرض.. بل الواسعة سعة مدارها السنوي.؟! وبأي شئ يمكنك ان تطفئ منبع هذا النور الساطع كالشمس؟. وبأي ستار من ستائر الغفلة يمكنك أن تخفيه..؟!
النافذة السابعة
ان ما يبدو عياناً في جميع المصنوعات المبثوثة على صفحات الكون من مظاهر النظام والموازنة التامة، وما تتشكل فيه من صور الزينة والجمال، وما يشاهد من سهولة متناهية في انبعاثها الى الوجود وتملكها للحياة، وما هي عليه من تشابه بعضها للبعض الآخر في المظاهر أو الماهيات فضلاً عن استجاباتها الفطرية الواحدة للأحداث الكونية.. كل من هذه المظاهر والخصائص دليل واسع سعة الكون على الخالق القدير، وشهادة صادقة قاطعة على وحدانيته سبحانه وقدرته المطلقة.
وكذا ان (ايجاد مركبات) منتظمة لا تعد ولا تحصى من عناصر جامدة بسيطة التركيب، يشهد شهادة قاطعة بعدد المركبات على ذلك الخالق القدير الواجب الوجود سبحانه، ويشير إشارة صريحة الى وحدانيتة، فضلاً عن أن مجموعها العام يبين بياناً باهراً كمال قدرته ووحدانيته.
وكذا ان ما يشاهد من (تمايز) واضح و (افتراق) كامل أثناء تجدد الموجودات - بالتحليل والتركيب - رغم كونها في منتهى الإختلاط والامتزاج يدل دلالة واضحة على ذلك الحكيم المطلق الحكمة، والعليم المطلق العلم، والقدير المطلق القدرة، ويشير الى وجوب وجوده سبحانه وكمال قدرته.
فخذ مثلاً: تسنبل الحبوب المدفونة في جوف الأرض، ونمو أصول الأشجار الى نباتات مختلفة وأشجار متباينة، رغم الاختلاط