الكلمات | الكلمة الثالثة والثلاثون | 912
(905-964)

الجذابة في النباتات والاشجار والأعشاب كافة تشهد بعدد الأوراق على ذلك الصانع الحكيم، وعلى وحدانيته وكمال ربوبيته.
ثم ان (نمو الاجسام) بخطوات هادفة مطردة، وتجهيز كل منها بأنواع من الاجهزة المتوجهة معاً الى تكوين الثمار، وكأنه توجُّهٌ شعوري، يجعل كل جسم نامٍ بأجزائه ومجموعه، يشهد لذلك الصانع الحكيم ويشير الى وحدانيته، ويدل دلالة أعظم على قدرته المحيطة، وحكمته الشاملة، وصنعته الجميلة، وربوبيته الكاملة.
ثم ان إيداع (النفس) في الجسد، وتمكين (الروح) من كل كائن حيواني بحكمة تامة، وتسليحه بأسلحة متنوعة، وتزويده بأعتدة مختلفة بنظام كامل، وتوجيهه الى مهمات جليلة، واستخدامه في وظائف متنوعة بحكمة تامة، يشير إشارات بعدد الحيوانات بل بعدد أجهزتها وأعضائها الى وجود ذلك الصانع الحكيم، ويشهد على وحدانيته، مثلما أن مجموعها الكلي يدل دلالة ساطعة على جمال رحمته وكمال ربوبيته.
ثم أن جميع (الإلهامات) الغيبية التي ترشد قلوب الناس وتُفقِّهها بالعلوم والحقائق، وتُعلّم الحيوان الاهتداء الى توفير ما يحتاجه من حاجات... هذه الإلهامات الغيبية بأنواعها المختلفة تُشعِرُ كُلَّ ذي بصيرة بوجود رب رحيم وتشير الى ربوبيته.
ثم ان جميع (المشاعر) المتنوعة والحواس المختلفة - الظاهرة منها والباطنة - والتي تجني الازاهير المعنوية من بستان الكون، وكون كل حاسة منها مفتاحاً لعالم من العوالم المختلفة في الكون الواسع، تدل كالشمس على وجود صانع حكيم عليم، وخالق رحيم، ورزاق كريم، وتشهد على واحديته وأحديته وكمال ربوبيته.
فهذه النوافذ الأثنتا عشرة، كلٌ منها تمثل وجهاً لنافذة واسعة، فتدل بأثني عشر لوناً من ألوان الحقيقة على أحدية الله سبحانه، ووحدانيته وكمال ربوبيته.

لايوجد صوت