الكلمات | الكلمة الثالثة والثلاثون | 911
(905-964)

لحصول منافع عظيمة ومصالح شتى - بتقرير الجغرافية - إنما تدل دلالة واضحة على ذلكم القدير ذي الجلال، وتشهد على وحدانيته وربوبيته الكاملة.
ثم ان جميع (الحيوانات) التي تملأ البر والبحر والتي يُرْسَلُ رزقُ كُلٍّ منها برحمة واسعة، وتُكسى بأثواب متنوعة، بحكمة تامة، وتجهّز بحواس مختلفة، بربوبية كاملة.. يشير كل منها الى ذلك القدير ذي الجلال، ويشهد على وحدانيته، كما أن مجموعها ككل يدل معاً وبمقياس واسع جداً على عظمة الألوهية وكمال الربوبية.
وكذا الحال في (النباتات) الموزونة المنتظمة التي تفرش الأرض والبساتين والزروع، كل منها يدل على ذلك الصانع الحكيم، ويشير الى وحدانيته بما تحمل من أزاهير جميلة، وما تنتج هذه الازاهير من ثمار موزونة، وما على هذه الثمار من نقوش رائعة، فكما ان كلاً منها على حدة يدل عل الصانع فإن مجموعَها يظهر جمال رحمته سبحانه، وكمال ربوبيته.
ثم ان (القطرات) المسخرة لحِكَمٍ غزيرة، ولغايات سامية، ومنافعَ جليلة، وفوائد جمّةً، والتي تُرسل من السحب الثقال المعلقة بين السماء والأرض، تدل بعدد القطرات على ذلك الصانع الحكيم، وتشهد على وحدانيته وكمال ربوبيته.
كما أن (الجبال) الراسيات، وما في أجوافها من معادن، وما لكلٍ منها من خواص، وما أدّخر فيها من غايات شتى، والمعدّة لمصالح عدة، كل منها على حدة وبمجموعها معاً، تدل دلالة أقوى من الشمّ الرواسي على ذلك الصانع الحكيم وعلى وحدانيته وكمال ربوبيته.
ثم ان أنواع (الازاهير) الجميلة اللطيفة المنثورة عل التلال والروابي والصحارى، وقد أضفى عليها البهاء والجمال، كُلُّ منها يدل على ذلك الصانع الحكيم ويشهد على وحدانيته، مثلما أن مجموعها العام يدل على عظيم سلطانه وكمال ربوبيته.
ثم ان أنواع (الاوراق) وأشكالها المنسقة، واهتزازاتها اللطيفة

لايوجد صوت