الكلمات | الكلمة الثالثة والثلاثون | 917
(905-964)

والهواء والماء والغذاء لذوي الحياة، وامداد النباتات للحيوانات، وامـداد الحيوانات للانسان، بل حتى امداد كل عضو من اعـضاء الجسم للآخر، وامداد ذرات الغذاء لحجيرات الجسم.. فخضوع هذه الموجودات الجامدة الفاقدة للشعور وانقيادها لدستور التعاون وارتباطها معاً ارتباط تفاهم وتجاوب في منتهى الحكمة، وفي منتهى الايثار والكرم، وجعل كل منها يسـعى لاغاثة الآخر وإمداده بلوازم حياته، ويهرع لقضاء حاجياته واسعافه، تحت ظل قانون الكرم وناموس الرأفة، ودستور الرحمة.. كل ذلك يدل بداهة على أن جميعها مخلوقات مأمورات ومسخرات عاملات للواحد الأحد، الفرد الصمد، القدير المطلق القدرة، والعليم المطلق العلم، والكريم المطلق الكرم.
فيا أيها المتفلسف المفلس! ما تقول في هذه النافذة العظيمة؟ أيمكن للمصادفة التي تعتقد بها أن تتدخل في هذه الأمور..؟



النافذة الحادية عشرة
﴿اَلا بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُ الْقُلُوبُ﴾(الرعد: 28).
انه لا خلاص للقلوب والارواح من قبضة القلق الرهيب، ومن دوامات الإضطراب والخوف، ومن ظمأ الضلالة وحرقة نار البعد عن الله الاّ بمعرفة خالق واحد أحد.. اذ ما ان يُسلَّم أمر القلوب والارواح، وأمر كل الموجودات الى خالق واحد احد حتى تجد راحتها، وتحظى بخلاصها من عناء تلك الزلازل النفسية المدمّرة وتسكن من ذلك القلق وتستقر وتطمئن..

لايوجد صوت