الكلمات | الكلمة الثالثة والثلاثون | 919
(905-964)

النافذة الثانية عشرة
﴿سَبِّحْ اِسْمَ رَبِّكَ الاَعلىاَلذَّى خَلَقَ فَسَوّىوَالّذىِ قَدَّرَ فَهَدى﴾(الأعلى:1-3)
هذه الآيات الكريمة ترشدنا الى أن جميع الأشياء ولا سيما الأحياء تظهر الى الوجود وكأنها خرجت من قالب مصمَّم تصميماً حكيماً يَهَبُ لكلّ شئٍ مقداراً منتظماً وصورةً بديعة يشفّان عن حكمة واضحة. فنرى في الجسم خطوطاً متعرجة، وانحناءات وانعطافات تنشأ عنها فوائد شتى للجسم، ومنافع عديدة تسهل له أمر أداء وظيفته التي خلق من أجلها على أتم وجه.
فالموجود له صورة معنوية في علم الله تمثل مقدراته الحياتية، وهي تلازم الصورة المادية وتنتقل معها في مراحل نموها، ثم تتبدل تلك الصورة والمقادير في مسيرة حياته تبدلاً يلائم الحكمة في خلقه وينسجم كلياً مع المصالح المركبة عليه، مما يدل بالبداهة على ان صور تلك الاجسام ومقاديرها تُفصَّل وتُقدَّر تقديراً معيناً في دائرة القدر الإلهي، الجليل الحكيم ذي الكمال، وتُنظَّم تلك الصور وتُنسَّق بيد القدرة الإلهية وتمنحها الوجود المعيّن المقدّر.
فتلك الموجودات غير المحدودة تدل على الواجب الوجود، وتشهد بألسنةٍ لا تحد على وحدانيته وكمال قدرته.
تأمّل فيما يحويه جسمك واعضاؤك أيها الانسان من حدود متعرجة والتواءات دقيقة.. وتأمل في فوائدها ونتائج خدماتها وشاهد كمال القدرة في كمال الحكمة.
النافذة الثالثة عشرة
﴿وَاِنْ مِنْ شَيءٍ اِلاّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِه﴾
ان كل شئ يذكر خالقه ويسبّحه بلسانه الخاص، كما هو المفهوم من هذه الآية الكريمة.
نعم، ان التسبيحات المرفوعة من قبل الموجودات سواء بلسان الحال أو المقال، تدل دلالة واضحة على وجود ذات مقدسة لواحد أحد..

لايوجد صوت