الكلمات | الكلمة الثالثة والثلاثون | 922
(905-964)

فما عليك الاّ ان تسند الى كل شئ في الوجود، بل حتى الى ذرة، قوة هائلة لا حدود لها، وقدرة عظيمة لا منتهى لها، وحكمة بالغة لا حد لحدودها، ومهارة فائقة بلا نهاية. بل عليك ان تسند الى كل شئ بصراً نافذاً الى كل شئ، وإدارة حازمة تحيط بكل شئ!!.
النافذة الخامسة عشرة
﴿اَلذَّي اَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ﴾(السجدة:7)
إن كُلَّ شئ قد فصّل على قدِّ قامة ماهيته، تفصيلاً متقناً، ووُزنَ بميزان دقيق كامل الوزن عليها، ونُظم تنظيماً تاماً فيها، ونُسق تنسيقاً بارعاً، وصُنع بمهارة، واُلبس أجمل صورة، وألطف ثوب، وأبهى طراز، من أقرب طريق اليه، وأسهل شكل يُعينه على أداء مهمته، ووُهب له وجود ينضح حكمةً، لا عبث فيه ولا اسراف.
فخذ مثلاً، الطيور؛ لباسها الريش الناعم اللطيف. فهل يمكن أن تلبس ثوباً أنسب لها ولحكمة خلقها منه..
أيّ لطف وجمال حين تنظّفه! وأي يسر وسهولة حين تحركه وتستخدمه في شتى أمورها الحياتية والمعاشية!.
وهكذا، كل ما في الوجود شاهد ناطق - كهذا المثال - على الخالق الحكيم. وكل منه اشارة واضحة الى قدير عليم مطلق القدرة والعلم.

النافذة السادسة عشرة
ان ما يشاهد على سطح الأرض من انتظام واطراد في خلق المخلوقات، وتدبير أمورها، وتجديدها باستمرار في كل موسم، يدل بالبداهة على حكمة عامة تغمر الموجودات. هذه الحكمة العامة تدل بالضرورة على حكيم مطلق الحكمة، اذ لا صفة دون موصوف.
ثم إن أنواع الزينة البديعة التي تؤطر ستار الحكمة العامة الذي يتلفع الوجود به، تدل بالبداهة على عناية فائقة عامة، وهذه العناية

لايوجد صوت