تدل بالضرورة على خالق كريم.
ان أنواع اللطف والكرم، وألوان الرفق والإحسان المرسومة على ستار العناية الذي يغطي الوجود كله، تدل بالبداهة على رحمة واسعة، وهذه الرحمة الواسعة تدل بالضرورة على (الرحمن الرحيم).
ثم ان أنواع الرزق، وانماط الإعاشة، المزهرة على أغصان الرحمة التي تظلل بافنانها كُلَّ شئ، والمعدّة للأحياء المحتاجة الى الرزق، وإعاشتها إعاشة تلائمها تماماً، يدل بالبداهة على رزاقية ذات تربية ورعاية.. وربوبية ذات رأفة ورحمة..
وهذه التربية والإدارة تدلان بالضرورة على رزاّق كريم.
نعم، ما على الأرض من مخلوقات تُربّى بحكمة كاملة، وتُزيَّن بعناية كاملة، وتُسبغ عليها النعم برحمة كاملة، وتُمدُّ بوسائل عيشها برأفة كاملة، فكُلٌّ منها لسان ناطق ومشير الى الله الحكيم، الكريم، الرحيم، الرزّاق.
وكُلٌ منها ايضاً يشير الى وحدانيته.
كما أنَّ ما على الأرض من حكمة ظاهرة يُستَشَف منها القصد والارادة..
وما عليها من عناية عامة التي تتضمن تلك الحكمة..
وما عليها من رحمة تسع الوجود والتي تتضمن العناية والحكمة..
وما عليها من رزق شامل عام للأحياء واعاشة كريمة لطيفة، والتي تتضمن الرحمة والعناية والحكمة...
فكل من هذه المظاهر وبمجموعها تدل دلالة عظيمة جداً على الحكيم، الكريم، الرحيم، الرزاق، وتدل على وجوب وجوده سبحانه وعلى وحدانيته وكمال ربوبيته.اذ إن ما في الحكمة من عناية، وما في العناية من رحمة، وما في الرحمة من إعاشة وإرزاق دلالات قاطعة وبمقياس واسع جداً على الواجب الوجود بمثل دلالة الألوان السبعة على ضوء الشمس الذي يملأ النهار نوراً.
فيا أيها الغافل الحائر الجاحد!