الكلمات | الكلمة الثالثة والثلاثون | 924
(905-964)

كيف تفسر هذه التربية المكللة بالحكمة البالغة، والكرم الشامل، والرحمة الواسعة، والرزق الوفير، وبِمَ توضح هذه المظاهر المعجزة؟
أفيمكن تفسيرها بالمصادفة العشواء؟ أم يمكن توضيحها بالقوة الميتة موات قلبك؟ أم يمكن ذلك بالطبيعة الصمَّاء صمَم عقلك؟ أم بالأسباب العاجزة الجامدة الجاهلة مثلك؟ أم تريد ان ترتكب خطأً جسيماً - ما بعده خطأ - وهو اطلاقك صفات البارئ الجليل المنزّه المتعال والقدير العليم السميع البصير، على (الطبيعة) العاجزة الجاهلة الصمَّاء العمياء؟
فبأي قوة يمكنك أن تطفئ سراج هذه الحقيقة الساطعة سطوع الشمس؟ وتحت أي ستار من أستار الغفلة يمكنك أن تسترها؟
النافذة السابعة عشرة
﴿إنَّ في السّمواتِ والاَرْضِ لايَاتٍ لِلْمؤمِنينَ﴾(الجاثية:3)
اذا تأملنا وجه الارض المبسوط أمامنا نَرى:
ان سخاءً مطلقاً يتجلى في إيجاد الأشياء. فبينما يقتضي السخاء ان تكون الأشياء في فوضى وعدم انتظام، اذا بنا نشاهدها في غاية الانسجام ومنتهى الانتظام. شاهدْ جميع النباتات التي تزيّن وجه الأرض تَرَ هذه الحقيقة.
ونرى أيضاً سرعة مطلقة تتبين في إيجاد الأشياء. فبينما تقتضي السرعة ان تكون الأشياء مشوهة الصورة، مختلة المادة، ومضطربة الميزان، وينقصها الإتقان، إذا بنا نشاهدها في غاية التقدير والضبط والسبك، ومنتهى الدقة والموازنة. لاحظ جميع الأثمار التي تجمل وجه الأرض حيث تبدو هذه الحقيقة فيها على احسن وجه.
ونرى ايضاً وفرةً وغزارةً مطلقة في ايجاد الأشياء، فبينما تقتضي الكثرة ان تكون الأشياء تافهة ومبتذلة وربما قبيحة، اذا بنا نشاهدها في اتقان رائع، وصنعة بديعة وجمال أخَّاذ. أنظر وتأمل في جميع

لايوجد صوت