الكلمات | الكلمة الثالثة والثلاثون | 925
(905-964)

الأزهار التي ترصّع وجه الأرض. ألا يبدو ذلك فيها تماماً!.
ونرى ايضاً سهولة مطلقة تبدو في إيجاد الأشياء. فبينما تقتضي السهولة ان تكون الأشياء بسيطة ومفتقرة الى الإتقان والمهارة. اذا بنا نشاهدها في كمال الإبداع وروعة المهارة. شاهد البذور وأمعن النظر في النوى، تلك العلب الدقيقة الحاملة في مادّة تركيبها فهارس أجهزة الشجر وخرائط أجسام النبات.
ونرى ايضاً بُعداً مطلقاً يفصُل بين أزمنة وأمكنة إيجاد الأشياء، فبينما تقتضي هذه الأبعاد المهولة أن تأتي الأشياء مختلفة ومتباينة، اذا بنا نشاهدها في اتفاق تام في الصفات والخواص. شاهد أنواع الحبوب المزروعة في أقطار الأرض كافة رغم البعد الزماني والمكاني الذي يفصل بينها.
ونرى ايضاً اختلاطاً مطلقاً، وتشابكاً متيناً في إيجاد الأشياء. فبينما يقتضي هذا الأختلاط تداخل المواد بعضها في البعض الآخر وتشابكها، اذا بنا نشاهدها في تمايز كامل، وتخصص منتظم. شاهد البذور المنثورة المدفونة تحت التراب، وأمعن النظر في تمايزها أثناء نموها وتسنبلها، رغم تشابه تراكيبها. وتأمل في المواد المختلفة الداخلة في بنية الأشجار، وتحوّلها الى مختلف الأشكال من الأوراق الرقيقة، والأزهار الزاهية، والثمار اللطيفة. وتأمل في انواع الطعام والأغذية المختلفة الداخلة في المعدة، وتمايز بعضها عن البعض، ودخول كل منها الى العضو الذي يناسبها بل الى الحجيرة التي تلائمها بتمايز واضح.. شاهد آثار القدرة المطلقة، من خلال الحكمة المطلقة.
ونرى ايضاً وفرة متناهية في الأشياء، وكثرة كاثرة من أنواعها وأشكالها. فبينما تقتضي هذه الوفرة أن تكون الأشياء رخيصة بسيطة، اذا بنا نشاهدها في غاية النفاسة ومنتهى الجودة. شاهد الأثار البديعة المعدَّة لمائدة الأرض، وأمعن النظر في ثمرة واحدة، ولتكن ثمرة التوت مثلاً. ألا تمثل هذه الثمرة نموذجاً رائعاً لحلوى مصنوعة بيد

لايوجد صوت