الكلمات | الكلمة الثالثة والثلاثون | 921
(905-964)

وانتباه العقد الحياتية فيها.
ونرى ايضاً مظاهر غنى مطلق تتظاهر ضمن فقر مطلق وجدب تامّ. كما في الثروة الطافحة، وأوضاع الخصب الغامر للأرض والنباتات في الربيع بعد أن كانت في يبوسة وجدب في الشتاء.
ونرى ترشحات حياة مطلقة في بواطن جمود مطلق، وخمود تام، كما هو في انقلاب العناصر الجامدة - كالتراب والماء - الى مواد تنبض بالحياة في الكائنات الحية.
ونرى مظاهر شعور كامل طَي جهل مطبق، كما هو في حركات كل شئ وجريانه - ابتداءً من الذرات الى المجرات - تلك الحركات المتسمة بالشعور الكامل والانسجام التام مع نظام الكون كله، والملائمة ملائمة تامة مع مقتضيات الحياة ومطاليب الحكمة المقصودة من الوجود.
فالقدرة الكامنة في الضعف والعجز..
والقوة التي تتراءى ضمن معدن الضعف..
والثروة والغنى الموجودان في ذات الفقر..
وأنوار الحياة والشعور المحيط المشعَّان من خلال الجمود والجهل..
فكل مظهر من هذه المظاهر يفتح من جانبه نوافذ تظهر بالبداهة والضرورة وجوب وجود ووحدانية ذات مقدسة لقدير مطلق القدرة. وغني مطلق الغنى، لقوي مطلق القوة وعليم مطلق العلم. وحي قيوم...
فضلاً عن أن مجموعها يشهد على وحدته، ويبين الصراط السوي بياناً واضحاً وبمقياس أعظم.
فيا أيها الغافل المتردي في مستنقع الطبيعة!
إن لم تعرف عظمة القدرة الربانية، ولم تنبذ مفوم خلاقية الطبيعة،

لايوجد صوت