الطبيعية فاعلاً مختاراً مقتدراً - بفرضٍ محال - لسجدتْ تلك الاسبابُ عاجزةً ذليلةً أمام ذلك الاعجاز قائلة: سبحانك.. لا قدرة فينا.. ربنا انت القدير الازلي ذو الجلال.
كل شئ امام القدرة سواء
﴿ما خَلْقُكُمْ ولا بَعْثُكُم الاّ كنفسٍ واحدة﴾
القدرة الإلهية ذاتية وأزلية لا يتخللها العجز أصلاً، فلا مراتب فيها، ولا تداخلها العوائق قطعاً، فالكل والجزء ازاءها سواء، لا يتفاوتان؛ لأن كل شئ مرتبط بالاشياء كلها.
فمن لا يقدر على خلق كل الاشياء لا يقدر على خلق شئ واحد.
مَن لم يقبـض على زمام الكون كلّه لا يقدر على خلق ذرة
ان من لا يملك قبضة قوية يرفع بها ارضنا والشموس والنجوم التي لا تحصى، ويضعها على هامة الفضاء، وفوق صدره، بانتظام واتقان، ليس له ان يدّعي الخلق والايجاد قطعاً.
احياء النوع كإحياء الفرد
كما ان إحياء ذبابة غطت في نومٍ شبيه بالموت في الشتاء، ليس عسيراً على القدرة الإلهية، كذلك احياء هذه الدنيا بعد موتها، بل احياء ذوي الارواح قاطبة، سهلٌ ويسير علىها.
الطبيعة صنعة إلهية
الطبيعة ليست طابعة، بل مطبع.. ولا نقاشة بل نقش، ولا فاعلة بل قابلة للفعل.. ولا مصدراً، بل مسطر.. ولا ناظماً بل نظام.. ولا قدرة بل قانون.
فهي شريعة ارادية، وليست حقيقة خارجية.
الوجدان يعرف الله بوَجْده ونَشوته
في الوجدان انجذاب وجذب، مندمجان فيه دوماً، لذا ينجذب،