الكلمات | اللوامع | 975
(965-1035)

والانجذاب انما يحصل بجذبِ جاذبٍ.
وذو الشعور ينجذب انجذاباً، إذا ما بدا ذو الجمال وتجلّى ببهاء دون حُجُب.
هذه الفطرة الشاعرة تشهد شهادة قاطعة على الواجب الوجود ذي الجلال والجمال. شاهدها الاول ذلك الجذب.. والآخر ذلك الانجذاب.

شهادة الفطرة صادقة
لا كذبَ في الفطرة، فما تقوله صدق؛ فميلان النمو الكامن في النواة يقول: سأنمو وأثمر. والواقع يصدّقه.
في داخل البيضة، يقول ميلان الحياة، في تلك الاعماق: سأكون فرخاً .. ويكون باذن الله فعلاً، ويُصدّق كلامه.
واذا نوت غرفة من ماء داخل كرة من حديد الانجماد، فان ميلان انبساطها اثناء البرودة يقول: توسَّع ايها الحديد، أنا محتاج الى مكان اوسع. فيحاول الحديد الصلب الاّ يكذّبه، بل ما فيه من اخلاص وصدق الجنان يفتّت ذلك الحديد.
كلٌ ميلٍ من هذه الميول، أمرٌ تكويني، حكمٌ إلهي، شريعة فطرية، تجلٍّ للإرادة الإلهية في ادارة الاكوان.
فكلُ ميل، وكل امتثال، انقيادٌ لأمر إلهي تكويني.
فالتجلي في الوجدان جلوة كهذه، بحيث أن الانجذاب والجذبة صافيان كالمرآة المجلوة، ينعكس فيهما نور الايمان وتجلّي الجمال الخالد.

النبوة ضـرورية للبشرية
ان القدرة الإلهية التي لا تترك النمل من دون أمير، والنحل من دون يعسوب، لا تترك حتماً البشر من دون نبي، من دون شريعة.
نعم هكذا يقتضي سرٌُ نظام العالم.

المعراج معجزة للملائكة مثلما انشقاق القمر معجزة للانسان
المعراجُ ولايةٌ عظمى في نبوة مسلَّمة بها رأته الملائكة رؤية حقة

لايوجد صوت