الكلمات | الكلمة العاشرة | 100
(56-121)

بالاجماع، مُظهراً عجزاً وجهلاً بذلك؟ تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً. علماً ان الأمور التي وعد بها، وأوعدها، ليست عسيرة على قدرته قطعاً، بل هي يسيرة وهينة، وسهلة كسهولة اعادة الموجودات التي لا تحصى للربيع السابق بذواتها(1) أو بمثلها(2) في الربيع المقبل. أما الوفاء بالوعد فكما هو ضروري لنا ولكل شئ ضروري كذلك لسلطنة ربوبيته. بعكس اخلاف الوعد فهو مضاد لعزة قدرته، ومنافٍ لإحاطة علمه، حيث لا يتأتى اخلاف الوعد اِلا من الجهل أو العجز.
فيا أيها المنكر! هل تعلم مدى حماقة ما ترتكب من جناية عظمى بكفرك وانكارك! انك تصدّق وهمَك الكاذب وعقلك الهاذي ونفسَك الخدّاعة، وتكذّب مَن لا يضطر الى اخلاف الوعد، ولا الى خلافه ابداً، بل لا يليق الاخلاف بعزته وعظمته قطعاً. واِن جميع الاشياء وجميع المشهودات تشهد على صدقه وأحقيته!!.. انك ترتكب اذن جناية عظمى لا نهاية لها مع صغرك المتناهي، فلا جرم انك تستحق عقاباً عظيماً أبدياً.. ولقياس عِظَم ما يرتكبه الكافر من جناية فقد وَرَد ان ضرس بعض اهل النار كالجبل(3).. ان مَثَلك هو كمثَل ذلك المسافر الذي يغمض عينيه عن نور الشمس ويتبع ما في عقله من خيال، ثم يريد أن ينوّر طريقه المخيف بضياء ما في عقله من بصيص كنور اليراعة!.
فما دام الله سبحانه قد وعد، وهذه الموجودات كلماته الصادقة بالحق، وهذه الحوادث في العالم آياته الناطقة بالصدق، فانه سيوفي بوعده حتماً، وسيفتح محكمة كبرى، وسيهب سعادة عظمى.


الحقيقة التاسعة
باب الإحياء والاماتة

(1) كجذور وأصول الاعشاب والاشجار. ـ المؤلف.
(2) كالاوراق والثمار. ـ المؤلف.
(3) عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله y: ان ضرس الكافر أو ناب الكافر مثل اُحد وغلظ جلده مسيرة ثلاث. رواه مسلم (4/2189) ـ المترجم

لايوجد صوت