الكلمات | الكلمة العاشرة | 97
(56-121)

أمن الممكن لحفيظ ورقيب يحفظ بانتظام وميزان ما في السماء والارض، وما في البر والبحر، من رطب ويابس فلا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً الا احصاها، ان لا يحافظ ولا يراقب اعمال الانسان الذي يملك فطرة سامية، ويشغل رتبة الخلافة في الارض، ويحمل مهمة الامانة الكبرى؟. فهل يمكن ان لا يحافظ على افعاله التي تمس الربوبية؟ ولا يفرزها بالمحاسبة؟ ولا يزنها بميزان العدالة؟ ولا يجازي فاعلها بما يليق به من ثواب وعقاب؟. تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً
نعم، ان الذي يدير امر هذا الكون هو الذي يحافظ على كل شئ فيه ضمن نظام وميزان. والنظام والميزان هما مظهران من مظاهر العلم والحكمة مع الارادة والقدرة، لاننا نُشاهد أن أيّ مصنوع كان لم يُخلق ولا يُخلق اِلاّ في غاية الانتظام والميزان، وان الصور التي يغيّرها طوال حياته في انتظام دقيق كما أن مجموعها ايضاً ضمن نظام متقن محكم. ونرى ايضاً ان الحفيظ ذا الجلال يحفظ صور كل شئ حالما يختم عمره مع انتهاء وظيفته ويرحل من عالم الشهادة، يحفظها سبحانه في الاذهان التي هي أشبه ما تكون بالالواح المحفوظة(1) وفي ما تشبه بمرايا مثالية، فيكتب معظم تاريخ حياته في بذوره وينقشه نقشاً في ثماره، فيديم حياته ويحفظها في مرايا ظاهرة وباطنة..فذاكرة البشر، وثمر الشجر، ونواة الثمر، وبذر الزهر.. كل ذلك يبين عظمة احاطة الحفيظية.
ألا ترى كيف يُحافَظ على كل شئ مزهر ومثمر في الربيع الشاسع العظيم، وكيف يُحافظ على جميع صحائف اعماله الخاصة به، وعلى جميع قوانين تركيبه ونماذج صوره، كتابةً في عدد محدود من البُذيرات. حتى اذا ما أقبل الربيع تُنشر تلك الصحائف وفق حساب دقيق يناسبها فيخرج الى الوجود ربيعاً هائلاً في غاية الانتظام والحكمة؟ ألا يبين هذا مدى نفوذ الحفظ والرقابة، ومدى قوة احاطتهما 

(1) انظر حاشية الصورة السابعة. ــ المؤلف

لايوجد صوت