جميع أفعاله ليحاسب عليها.
الاساس السابع:
وستفهم أن الموت والاندثار الذي يصيب في الخريف مخلوقات الربيع والصيف الجميلة، ليس فناءً نهائياً، واعداماً أبدياً، وانما هو اعفاء من وظائفها بعد اكمالها وإيفائها، وتسريح منها(1)، وهو افساح مجالٍ وتخليةُ مكانٍ لما سيأتي في الربيع الجديد من مخلوقات جديدة. فهو تهيؤ وتهيأة لما سيحل من الموجودات المأمورة الجديدة.
وهو تنبيه رباني لذوي المشاعر الذين أنسَتهم الغفلة مهامهم، ومنعهم السُكر عن الشكر.
الاساس الثامن:
وستفهم ان الصانع السرمدي لهذا العالم الفاني له عالم غير هذا، وهو عالم باقٍ خالد، ويشوّق عباده اليه، ويسوقهم اليه.
الاساس التاسع:
وستفهم ان الرحمن الرحيم جل جلاله سوف يكرم في ذلك العالم الفسيح عباده المخلصين بما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.. آمنا.
الحقيقة السابعة
باب الحفظ والحفيظية
وهو تجلي اسم (الحفيظ والرَّقيب)
(1) نعم، لا بد من زوال الثمار والازهار والاوراق المحمولة على اغصان ورؤوس الاشجار ـ التي هي خزينة الارزاق للرحمة الالهية ـ بعد ان أدت وظيفتها وهرمت، كيلا يوصَد الباب امام ما يسيل وراءها ويخلفها، واِلاّ صارت سداً منيعاً أمام سعة الرحمة وحائلاً امام مهام اخواتها، فضلاً عن انها هي نفسها تذوي وتذبل بزوال شبابها. وهكذا، فالربيع أشبه بتلك الشجرة المثمرة، المُظهرة للحشر. وعالم الانسان ـ في كل عصرـ هو شجرة مثمرة ذات حكمة وعبرة، والارض جميعاً شجرة قُدرةٍ بديعةٍ والدنيا كذلك شجرة رائعة ترسل ثمارها الى سوق الآخرة. ـالمؤلف.