الكلمات | الكلمة العاشرة | 102
(56-121)

بصيحة واحدة؟.. سبحان الله عما يصفون.
فيا ترى ان كان ثمة كاتبٌ ذو خوارق يكتب ثلاثمائة ألف كتاب مُسحت حروفُها ومُسخت، في صحيفة واحدة دون اختلاط ولا سهو ولا نقص، وفي غاية الجمال، ويكتبها جميعاً معاً خلال ساعة واحدة. وقيل لك: ان هذا الكاتب سيكتب من حفظه في دقيقة واحدة كتابك الذي وقع في الماء وهو من تأليفه. فهل يمكنك أن ترد عليه وتقول: لا يستطيع. لا أصدق؟!.. أو أن سلطاناً ذا معجزات يرفع الجبال وينسفها ويغير المدن بكاملها ويحول البحر براً، باشارة منه، اظهاراً لقدرته وجعلها آية للناس.. فبينما ترى منه هذه الاعمال اذا بصخرة عظيمة قد تدحرجت الى وادٍ وسدّت الطريق على ضيوفه، وقيل لك: ان هذا السلطان سيميط حتماً تلك الصخرة من على الطريق ويحطمها مهما كانت كبيرة، حيث لا يمكن ان يدع ضيوفه في الطريق.. كم يكون جوابك هذياناً أو جنوناً اذا ما أجبته بقولك: لا، لا يستطيع أن يفعل؟!!.. أو أن قائداً يمكنه أن يجمع من جديد افراد جيشه الذي شكله بنفسه في يوم واحد. وقيل لك: ان هذا سيجمع افراد تلك الفرق وسينضوي تحت لوائه أولئك الذين سرّحوا وتفرّقوا، بنفخة من بوق، فأجبته: لا، لا اصدق!. عندها تفهم أن جوابك هذا ينبئ عن تصرف جنوني، أيّ جنون!!
فاذا فهمت هذه الأمثلة الثلاثة فتأمل في ذلكم البارئ المصور سبحانه وتعالى الذي يكتب امام انظارنا باحسن صورة واتمها بقلم القدرة والقدر اكثر من ثلاثمائة الف نوع من الانواع على صحيفة الارض، مبدلاً صحيفة الشتاء البيضاء الى الاوراق المتفتحة للربيع والصيف، يكتبها متداخلة دون اختلاط، يكتبها معاً دون مزاحمة ولا التباس، رغم تباين بعضها مع البعض الآخر في التركيب والشكل. فلا يكتب خطأ مطلقاً. أفيمكن ان يُسال الحفيظ الحكيم الذي أدرج خطة روح الشجرة الضخمة ومنهاجها في بذرة متناهية في الصغر محافظاً عليها، كيف سيحافظ على ارواح الاموات؟. أم هل يمكن أن يُسأل القدير ذو الجلال الذي يُجري الارض في دورتها بسرعة فائقة، كيف

لايوجد صوت