الكلمات | الكلمة العاشرة | 105
(56-121)

منها، ولا حقيقة اظهر منها ولا اوضح.
فالدنيا اذن مزرعة بلا شك، والمحشر بيدر، والجنة والنار مخزنان.



الحقيقة العاشرة
باب الحكمة والعناية والرحمة والعدالة
وهو تجلي اسم (الحكيم والكريم والعادل والرَّحيم)
أمن الممكن لمالك الملك ذي الجلال الذي أظهر في دار ضيافة الدنيا الفانية هذه، وفي ميدان الامتحان الزائل هذا، وفي معرض الارض المتبدل هذا، هذا القدر من آثار الحكمة الباهرة، وهذا المدى من آثار العناية الظاهرة، وهذه الدرجة من آثار العدالة القاهرة، وهذا الحد من آثار الرحمة الواسعة! ثم لا ينشئ في عالم ملكه وملكوته مساكن دائمة، وسكنة خالدين، ومقامات باقية، ومخلوقات مقيمين. فتذهب هباءاً منثوراً جميع الحقائق الظاهرة لهذه الحكمة، ولهذه العناية، ولهذه العدالة، ولهذه الرحمة؟.
وهل يعقل لحكيم ذي جلال اختار هذا الانسان من بين المخلوقات، وجعله مخاطباً كلياً له، ومرآة جامعة لأسمائه الحسنى، ومقدّراً لما في خزائن رحمته من ينابيع، ومتذوقاً لها ومتعرفاً اليها، والذي عرّف سبحانه ذاته الجليلة له بجميع أسمائه الحسنى، فأحبّه وحبّبه اليه.. أفمن المعقول بعد كل هذا ان لا يُرسل ذلك(الحكيم) جل وعلا هذا الانسان المسكين الى مملكته الخالدة تلك؟ ولا يسعده في تلك الدار السعيدة بعد أن دعاه اليها؟؟
أم هل يعقل أن يحمّل كل موجود وظائف جمّة - ولو كان بذرة - بثقل الشجرة، ويركّب عليه حِكَماً بعدد أزهارها، ويقلّده مصالح بعدد

لايوجد صوت