الكلمات | الكلمة العاشرة | 110
(56-121)

التي تسيل في خضم الحياة والموت، حيث ان احوالها تشبه - ولا مؤاخذة في الأمثال - احوالاً وأوضاعاً تُرتّب للتمثيل، فتنفق نفقات باهظة لتهيئة اجتماعات وافتراقات قصيرة، لأجل التقاط الصور وتركيبها لعرضها على الشاشة عرضاً دائماً.
وهكذا فان احدى غايات قضاء الحياة - الشخصية والاجتماعية - في فترة قصيرة في هذه الدنيا هي أخذ الصور وتركيبها، وحفظ نتائج الاعمال، ليحاسب امام الجمع الاكبر، وليعرض امام العرض الاعظم، وليهيأ استعداده ومواهبه للسعادة العظمى. فالحديث الشريف: (الدنيا مزرعة الآخرة)(1) يعبّر عن هذه الحقيقة.
وحيث أن الدنيا موجودة فعلاً، وفيها الآثار الظاهرة للحكمة والعناية والرحمة والعدالة، فالآخرة موجودة حتماً، وثابتة بقطعية ثبوت هذه الدنيا.
ولما كان كل شئ في الدنيا يتطلع من جهة الى ذلك العالم، فالسير اذن والرحلة الى هناك، لذا فان انكار الآخرة هو انكار للدنيا وما فيها.
وكما ان الأجل والقبر ينتظران الانسان، فان الجنة والنار كذلك تنتظرانه وتترصدانه.

(1) (الدنيا مزرعة الآخرة) قال في المقاصد: لم اقف عليه مع ايراد الغزالي له في الإحياء، وقال القاري قلتُ: معناه صحيح مقتبس من قوله تعالى ﴿من كان يريدُ حرث الاخرة نزد له في حرثه﴾.. عن كشف الخفاء للعجلوني1320 ــ المترجم.

لايوجد صوت