للكون، وثمرة لشجرة الخِلقة، ونواةٌ لهذا العالَم، حيث أنه جامعٌ لمعظم نماذج أنواع العوالم، وكأن ذلك الكائن الحيّ قطرةٌ محلوبة من الكون كلّه، مستخلصةٌ بموازين علمية حساسة، لذا يلزم لخلقِ هذا الكائن الحيّ، وتربيته ورعايته ان يكون الكون قاطبة في قبضة الخالق وتحت تصرفه. فان لم يكن عقلك غارقاً في الأوهام، فستفهم ان جعلَ النحلة التي تمثل كلمةً من كلمات القدرة الربانية بمثابة فهرس مصغّر لكثير من الأشياء.. وكتابة أغلب مسائل كتاب الكون في كيان الانسان الذي يمثّل صحيفةً من قدرته سبحانه.. وادراج منهاج شجرة التين الضخمة في بُذيراتها التي تمثل نقطةً في كتاب القدرة.. وإراءة آثار الأسماء الحسنى المحيطة المتجلية على صفحات هذا الكون العظيم في قلب الانسان الذي يمثل حرفاً واحداً من ذلك الكتاب.. ودرج ما تضمّه مكتبة ضخمة من مفصل حياة الانسان في ذاكرته المتناهية في الصغر.. كل ذلك دون شك، ختمٌ يخصّ بمن هو خالق كل شئ ورب العالمين.
فلئن أظهر ختمٌ واحد - من بين أختامٍ ربانية كثيرة - على (ذوي الحياة) نورَه باهراً حتى استقرأ آياته قراءة واضحة، فكيف اذا استطعتَ ان تنظر الى جميع (ذوي الحياة) وتشاهد تلك الأختام معاً، و ان تراها دفعةً واحدة، أما تقول: (سبحان من اختفى بشدة ظهوره)؟
اللمعة الرابعة
أنظر الى هذه الموجودات الملونة الزاهية المبثوثة على وجه الارض، والى هذه المصنوعات المتنوعة السابحة في بحر السماوات، تأمل فيها جيداً.. تَرَ: ان على كل موجود منها طغراء لا تقلد للمنور الأزلي (جلّ وعلا). فكما تشاهَد على (الحياة) آياتُه وشاراته، وعلى (ذوي الحياة) أختامُه - وقد رأينا بعضاً منها - تشاهد آيات وشارات ايضاً على (الإحياء)، اي منح الحياة. سننظر الى حقيقتها بمثال، اذ المثال يقرب المعاني العميقة للأفهام.
انه يشاهد على كل من السيارات السابحة في الفضاء، وقطرات الماء، وقطع الزجاج الصغيرة، وبلورات الثلج البراقة... طغراءٌ