ان كل ذرة من ذرات الهواء تستطيع ان تزور أية زهرة أو ثمرة كانت، وتتمكن من الدخول والعمل فيها، فلو لم تكن الذرة مأمورة مسخّرة من لدن القدير المطلق البصير بكل شئ، للزم ان تكون تلك الذرة التائهة عالمةً بجميع أجهزة الأثمار والأزهار وبكيفيات بنائها، ومدركةً صنعتها الدقيقة المتباينة ومحيطة بنسج وتفصيل ما قدّ عليها من صور وأشكال، ومتقنةً صناعة نسيجها اتقاناً تاماً!!
وهكذا تشع هذه الذرة شعاعاً من شعاعات نور التوحيد كالشمس واضحة.. وقس الضوء على الهواء، والماء على التراب حيث أن منشأ الاشياء من هذه المواد الاربعة وقس ما في العلوم الحاضرة من مولد الماء ومولد الحموضة (الاوكسجين والهيدروجين) والآزوت والكاربون على تلك العناصر المذكورة.
النافذة الثالثة:
يمكن ان تكون كتلة من التراب المركب من ذرات دقيقة منشأً ومصدراً لنموّ أي نبات من النباتات المزهرة والمثمرة الموجودة في الأرض كافة، فيما لو وُضعت فيها بُذيراتُها الدقيقة، تلك البذيرات المتشابهة - كالنُطف - والمركبة من كربون وآزوت واوكسجين وهيدروجين، فهي متماثلة ماهيةً، رغم انها مختلفة نوعيةً، حيث أودع فيها بقلم القَدَر، برنامجُ أصلها الذي هو معنوي بحت. فاذا ما وضعنا بالتعاقب تلك البذور في سندانة، فستنمو كل بذرة بلا ريب بشكل يُبرز أجهزتَها الخارقة وأشكالها الخاصة وتراكيبها المعينة. فلو لم تكن كل ذرة من ذرات التراب مأمورة وموظفة ومتأهبة للعمل تحت أمرة عليم بأوضاع كل شئ وأحواله، وقديرٍ على إعطاء كل شئ وجوداً يليق به ويديمه، اي لو لم يكن كل شئ مسخراً أمام قدرته سبحانه، للزم ان تكون في كل ذرة من ذرات التراب، مصانع ومكائن ومطابع معنوية، بعدد النباتات، كي تصبح منشأً لتلك النباتات ذات الأجهزة المتباينة والأشكال المختلفة!.. أو يجب إسناد علم يحيط بجميع الموجودات الى كل ذرة، وقدرة تقدر على القيام بعمل جميع الأجهزة والأشكال فيها، كي تكون مصدراً لجميعها!!