(ذوي الحياة) وعلى (الإحياء)، ونشير هنا الى آية واحدةٍ مما لا يحصى من الآيات في (الأنواع).
ان تكاليف أثمار عديدة لشجرة مثمرة تتسهل، ومصاريفها تتذلل، حتى تتساوى مع تكاليف ومصاريف ثمرة واحدة تربّت بايدي الكثرة، ذلك لأن الشجرة الواحدة المثمرة تُدار من مركز واحد، وبتربية واحدة، وبقانون واحد، أي ان الكثرة وتعدد المراكز يستدعيان ان تكون لكل ثمرة مصاريف وتكاليف وأجهزة - كميةً - بقدر ما تحتاجه شجرة كاملة. والفرق في النوعية ليس إلاّ. مثله في هذا مثل عمل عتاد لجندي، وتوفير تجهيزاته العسكرية، اذ يحتاج معامل بقدر المعامل التي يحتاجها الجيش بأكمله، فالعمل إذن اذا انتقل من يد الوحدة الى يد الكثرة فان التكاليف تزداد من حيث الكمية بعدد الأفراد. وهكذا فان ما يشاهد من أثر اليسر والسهولة الظاهرة في النوع انما هو ناشىء من السهولة الفائقة في الوحدة والتوحيد.
الخلاصة:
كما ان التشابه والتوافق في الأعضاء الاساس لأنواع جنسٍ واحد وافراد نوعٍ واحد، يثبتان ان تلك الأنواع والأفراد انما هي مخلوقات خالق واحد، كذلك السهولة المطلقة المشهودة، وانعدام التكاليف، تستلزمان بدرجة الوجوب ان يكون الجميع آثار صانع واحد، لأن وحدة القلم ووحدة السكة والختم تقتضيان هذا، والاّ لساقت الصعوبة التي هي في درجة الامتناع. ذلك الجنس الى الانعدام، وذلك النوع الى العدم.
نحصل من هذا: انه اذا اُسند الخلق الى الحق سبحانه وتعالى فان جميع الأشياء حُكْمها في سهولة الخلق كخلق شئ واحد، وان اُسند الى الاسباب فان كل شئ يكون حُكمه في الخلق صعباً كصعوبة خلق جميع الأشياء. ولما كان الأمر هكذا، فالوفرة الفائقة المشاهدة في العالم، والخصب الظاهر امام العين يظهران كالشمس آية الوحدة. فان لم تكن هذه الفواكه الوفيرة التي نتناولها مُلكاً لواحدٍ أحد، لما أمكننا ان نأكل رمانةً واحدة ولو أعطينا ما في الدنيا كلها ثمناً لصنعها.