الكلمات | المقام الثاني | 395
(379-404)

وكلمات حكمته - مع انها متماثلة ومتشابهة ومتوطنة في كل طرف.. ان هذه الكلية والانتشار يدلان دلالة جَلية على انهما تحت تصرف ربّ واحد أحد، حتى كأن كلّ زهرة، وكل ثمرة، وكل حيوان، آية ذلكم الرب الكريم وختمه وطغراؤه، فاينما يحل - أيُّ منها - يقول بلسان حاله:
(مَنْ كنتُ آيتَه، فهذه الأرض مصنوعته، ومَنْ كنتُ ختمه فهذا المكان مكتوبُه، ومَنْ كنتُ علامتَه فهذا الموطن منسوجُهُ..).
فالربوبية اذن على أدنى مخلوق، انما هي من شأن مَن يُمسك في قبضة تصرّفه جميعَ العناصر، ورعايةُ أدنى حيوان انما هي من شأن مَن لا يعجزه تربية جميع الحيوانات والنباتات والمخلوقات ضمن قبضة ربوبيته!.
هذه الحقيقة واضحة لمن لم يعم بصره!
نعم، ان كل فرد يقول بلسان مماثلته ومشابهته مع سائر الأفراد: (مَنْ كان مالكاً لجميع نوعي يمكنه ان يكون مالكي، والاّ فلا). وان كل نوع يقول بلسان انتشاره مع سائر الأنواع، وكذا الارض تقول بلسان ارتباطها بسائر السيارات بشمس واحدة وتساندها مع السموات: (مَنْ كان مالكاً للكون كله يمكنه ان يكون مالكي، وإلاّ فلا).
فلو قيل لتفاحةٍ ذات شعور: (أنتِ مصنوعتي أنا) فسترد عليه تلك التفاحة بلسان الحال قائلة:
-صه.. لو استطعت ان تكون قادراً على تركيب ما على سطح الأرض من تفاح، بل لو اصبحت متصرفاً فيما على الأرض من نباتات مثمرة من جنسنا، بل متصرفاً في هدايا الرحمن التي يجود بها من خزينة الرحمة. فادَّعِ آنذاك الربوبية علَّي!!.
فتلطم تلك التفاحة بهذا الجواب فمَ ذلك الأحمق لطمة قوية..!.
 اللمعة التاسعة
لقد أشرنا الى آيات وأختام موضوعة على (الجزء والجزئي)، وعلى (الكل والكلّي)، وعلى (العالم الكلّي)، وعلى (الحياة) وعلى

لايوجد صوت