الصحابة الكرام،رضى الله عنهم، وحملوا معهم الى الاسلام معلوماتهم السابقة، فأُخذ وهماً غيرُ قليلٍ من تلك المعلومات السابقة المخالفة لواقع الحال كأنها من العلوم الاسلامية.
الاصل الرابع
لقد اُدرج شئ من اقوال الرواة، أو المعاني التي استنبطوها ضمن متن الحديث، فاُخذت على علاّتها. ولما كان الانسان لا يسلم من خطأ، ظهر شئ من تلك الاقوال والاستنباطات مخالفاً للواقع، مما سبب ضعفَ الحديث.
الاصل الخامس
اُعتبر بعض المعاني الملهَمة للاولياء واهل الكشف من المحدّثين على أنها احاديث، بناء على أن في الأمة محدَّثين (1)، اي: ملهمين. ومن المعلوم ان إلهام الاولياء قد يكون خاطئاً لبعض العوارض، فيمكن أن يظهر ما يخالف الحقيقة في امثال هذا النوع من الروايات.
الاصل السادس
يشتهر بعض الحكايات بين الناس، فتجري تلك الحكاية مجرى الامثال، والامثال لا يُنظر الى معناها الحقيقي، وانما يُنظر الى الهدف الذي يساق اليه المَثَل، لهذا كان في بعض الاحاديث ذكر بعض ما تعارف عليه الناس من قصص وحكايات كناية وتمثيلاً على سبيل التوجيه والارشاد.
فان كان هناك نقص وقصور في المعنى الحقيقي في مثل هذه المسائل فهو يعود الى اعراف الناس وعاداتهم ويرجع الى ما تسامعوه وتعارفوا عليه من حكايات.
(1) عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله y : (( لقد كان فيمن كان قبلكم من الامم ناس محدَّثون من غير ان يكونوا انبياء، فان يكن من امتي احد فانه عمر)) رواه البخاري في فضائل اصحاب النبي y باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه مسنداً ومعلقاً، وفي الأنبياء - باب ما ذكر عن بني اسرائيل. ورواه مسلم 2398 في فضائل الصحابة باب فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه من حديث عائشة رضي الله عنها. - المترجم.