الكلمات | الكلمة الرابعة والعشرون | 449
(436-486)

ومن هذا السر ايضاً تتفاوت كثيراً درجات العارفين في معرفة الله.
وهكذا تنكشف من هذه الحقيقة اسرار كثيرة امثال هذه.
والآن نكتفي بالتمثيل، لأنه يُشعر الى حدٍ ما بالحقيقة، اذ الحقيقة واسعة جداً وعميقة جداً،ولا نتدخل بما هو فوق حدنا من اسرار وبما لا طاقة لنا به.
الغصن الثالث
نظراً لشئ من الغموض الذي يكتنف فهمَ قسمٍ من الاحاديث الشريفة التي تبحث في (علامات الساعة واحداثها) وفي (فضائل الاعمال وثوابها) فقد ضعفها عددٌ من أهل العلم المعتدّين بعقولهم، ووضعوا بعضها في عداد (الموضوعات) وتطرّف آخرون من ضعاف الايمان المغرورين بعقولهم فذهبوا الى انكارها.
ونحن هنا لا نريد أن نناقشهم تفصيلاً، بل ننبه الى (اثني عشر) اصلاً من الاصول والقواعد العامة التي يمكن الاستهداء بها في فهم هذه الاحاديث الشريفة موضوعة البحث.
 الاصل الاول
وهو المسألة التي بيناها في الجواب عن السؤال الوارد في نهاية (الكلمة العشرين) ومجملها:
ان الدين امتحان واختبار، يميز الارواح العالية من الارواح السافلة، لذا يبحث في الحوادث التي سيشهدها الناس في المستقبل بصيغة ليست مجهولة ومبهمة الى حد استعصاء فهمها، وليست واضحة وضوح البداهة التي لا مناص من تصديقها. بل يعرضها عرضاً منفتحاًً على العقول، لا يعجزها، ولا يسلب منها القدرة على الاختيار.
فلو ظهرت علامة من علامات الساعة بوضوح كوضوح البديهيات، واضطر الناس الى التصديق، لتساوى عندئذ استعداد فطري كالفحم في خساسته مع استعداد فطري آخر كالألماس في

لايوجد صوت