الكلمات | الكلمة الرابعة والعشرون | 452
(436-486)

الاصل السابع
هناك كثير من التشبيهات والتمثيلات البلاغية تؤخذ كحقائق مادية، إما بمرور الزمن او بانتقالها من يد العلم الى يد الجهل، فيقع الناس في الخطأ من حسبان تلك التشبيهات حقائقَ مادية.
فمثلاً: ان المَلَكين المسميين بالثور والحوت، والمتمثلين على صورتيهما في عالم المثال، وهما من ملائكة الله المشرفة على الحيوانات البرية والبحرية، قد تحولا الى ثور ضخم وحوت مجسم في ظن الناس وتصورهم الخاطىء، مما ادى الى الاعتراض على الحديث.
ومثلاًَ: سُمع صوت في مجلس الرسولy ، فقال: هذا صوتُ حجرٍ يهوي في جهنم منذ سبعين خريفاً فالآن حين انتهى الى قعرها(1) فالذي يسمع بهذا الحديث ولم تتبين له الحقيقة ينكره، فيزيغ، ولكن اذا علم ما هو ثابت قطعاً، انه بعد فترة وجيزة جاء أحدهم فاخبر النبي y ان المنافق الفلاني المشهور قد مات قبل هنيهة، عندئذ يتيقن ان الرسول y قد صور ببلاغته النبوية الفائقة ذلك المنافق الذي دخل السبعين من عمره كحجرٍ يتدحرج الى قعر جهنم، حيث ان حياته كلها سقوط الى الكفر وتردٍّ الى اسفل سافلين، وقد أسمع الله سبحانه ذلك الصوت في لحظة موت ذلك المنافق وجعله علامة عليه. 
(1) روى مسلم في كتاب الزهد، وصـفة الجنة، والايمـان، عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: ((كنا مع رسول الله y اذ سمع وجبة (أي سقطة) فقال النبي y تدرون ما هذا؟ قلنا: الله ورسوله اعلم. قال: هذا حجر رمي به في النار منذ سبعين خـريفاً فهو يهـوي في النار الآن حتـى انتهـى الى قعرها)) زاد في رواية ((فسمعتم وجـبتها)) (4/2185 – 3185 رقم 2844).
وروى ايضاً عن جابر رضي الله عنه ان رسول الله y قدم من سفر، فلما كان قرب المدينة هاجت ريح شديدة تكاد ان تدفن الراكب، فزعم ان رسول الله y قال: بعثت هذه الريح لموت منافق، فلما قدم المدينة فاذا منافق عظيم من المنافقين قد مات. (4/2145 رقم 2782). ورواه احمد بغير هذا اللفظ (341/3، 346).ــ المترجم.

لايوجد صوت