الكلمات | الكلمة الرابعة والعشرون | 455
(436-486)

تعيين يوم القيامة. وتتلخص بما يأتي:
ان كل وقت وكل عصر بحاجة الى (معنى) المهدي الذي يكون أساساً للقوة المعنوية، وخلاصاً من اليأس. فيلزم ان يكون لكل عصر نصيب من هذا المعنى. وكذلك يجب ان يكون الناس في كل عصر متيقظين وحذرين من شخصيات شريرة تكون على رأس النفاق وتقود تياراً عظيماً من الشر، وذلك لئلا يرتخي عنانُ النفس بالتسيّب وعدم المبالاة.
فلو كانت اوقات ظهور المهدي والدجال وامثالهما من الاشخاص معينةً لضاعت مصلحة الارشاد والتوجيه.
اما سر الاختلاف في الروايات الواردة في حقهما فهو:
ان الذين فسروا تلك الاحاديث الشريفة قد ادمجوا استنباطاتهم واجتهاداتهم الشخصية مع متن الحديث. كتفسيرهم ان وقائع المهدي واحداث الدجال تقع حول الشام والبصرة والكوفة حسب تصورهم؛ اذ كانت تلك المدن تقع حول مركز الخلافة يومئذ في المدينة المنورة والشام.
أو أنهم فسروا تلك الاحاديث بأن الآثار العظيمة التي تمثّل الشخصية المعنوية لاولئك الاشخاص أو تقوم بها جماعاتُهم، تصوّروها ناشئةً من شخصيتهم الذاتية الفردية، مما ادى الى ان يُفهم ان هؤلاء الاشخاص سيظهرون ظهوراً خارقاً للعادة، فيعرفهم جميع الناس، والحال - كما قلنا - ان الدنيا ميدان اختبار وامتحان، وان الله تعالى عندما يختبر الانسان لا يسلب منه الاختيار بل يفتح الباب امام عقله؛ لذا فهؤلاء الاشخاص - اي الدجال والمهدي - لا يُعرفون من قبل كثير من الناس عند ظهورهم، بل لا يَعرف ذلك الدجال الرهيب نفسه انه دجال بادئ الامر، وانما يعرفهم مَن ينظر اليهم بنور الايمان النافذ الى الاعماق.
والدجال الذي هو من علامات الساعة قال عنه الرسول y أن يوماً من ايامه كسنة ويوماً كشهر ويوماً كجمعة وسائر أيامه

لايوجد صوت