الكلمات | الكلمة الخامسة والعشرون | 520
(487-598)

يوجدون شفعاء لأنفسهم، فلا يتّبعونك!؟ ان الانسان الفاني الذي يطلب الوريث المعين، والمطبوع على حب الدنيا الى حدّ الهيام بها، وهو العاجز الفقير الى بقاء نوعه، والمؤهل للتناسل والتكاثر والتجزؤ الجسماني، ذلك التناسل الذي هو رابطة البقاء وآصرة الحياة للمخلوقات كافة.. فاسناد التناسل هذا الى مَن وجودُه واجب وهو الدائم الباقي، الأزلي الأبدي، الذاتي، المنزّه عن الجسمانية، المقدس عن تجزئة الماهية، المتعالي عن ان يمس قدرته العجز، وهو الواحد الأحد الجليل ذو الجلال.. واسناد الاولاد اليه ولاسيما الضعفاء العاجزين أي البنات اللاتي لم يرتضها غرورُ هؤلاء، انما هو نهاية السفسطة ومنتهى الجنون وغاية الهذيان، حتى انه لا حاجة الى تفنيد افتراءاتهم واظهار بطلانهم فلا تنصت اليهم ولا تلق لهم بالاً اذ لا تُسمَع سفسطة كل ثملٍ ولا هذيان كل مجنون.
﴿أم تسألهم أجراً فهم من مغْرمٍ مُثقلون﴾ أم أنهم يرون تكاليف العبودية التي تطلبها منهم ثقيلاً عليهم؟ كما يراها الطغاة الباغون الحريصون على الدنيا المعتادون على الخسة فيهربون من تلك التكاليف! ألا يعلمون انك لا تريد منهم أجراً ولا من أحدٍ إلاّ منه سبحانه؟ أيعزّ عليهم التصدق من مال الله الذي اعطاه اياهم ليزداد المال بركة وليحصَّن من حسد الفقراء، ومن الدعاء بالسوء على مالكه؟ فالزكاة بمقدار العُشر أو واحد من اربعين، والتصدق بها على فقرائهم أتعدّ أمراً ثقيلاً حتى يهربوا من الاسلام؟ انهم لا يستحقون حتى الجواب على تكذيبهم، فهو واضح جداً وتافه جداً بل يستحقون التأديب لا الاجابة.
﴿أم عندهم الغيب فهم يكتبون﴾ أم أنهم لا يروق لهم ما تتلقاه من اخبار الغيب، فيدّعون معرفة الغيب كالبوذيين وكالعقلانيين الذين يحسبون ظنونهم يقيناً! أعندهم كتاب من الغيب وهو مفتوح لهم يكتبون منه حتى يردّوا كتابك الغيبي!؟ ان ذلك العالَم لا ينزاح حجابُه الاّ للرسل الموحى اليهم، ولا طاقة لأحد بالولوج فيه بنفسه قط.

لايوجد صوت