لظهور بطلانه، أو باشارة مجملة إذ قد رُدّ ذلك المفهوم الكفري واُفحم في موضع آخر بالتفصيل. فمثلاً:
الفقرة الاُولى تشير الى الآية الكريمة ﴿وما عَلّمناهُ الشعرَ وما ينبغي له﴾ أما الفقرة الخامسة عشرة فهي ترمز الى الآية الكريمة ﴿لو كانَ فيهما آلهةٌ إلاّ الله لفسدتا﴾. قس بنفسك سائر الفقرات في ضوء هذه الفقرة، وذلك:
ففي المقدمة تقول: بلّغ الاحكام الآلهية، فانك لستَ بكاهنٍ، لان كلام الكاهن ملفّق مختلط لا يعدو الظن والوهم، بينما كلامك هو الحق بعينه وهو اليقين.. وذكّر بتلك الاحكام فلستَ مجنوناً قط، فقد شهد اعداؤك كذلك على كمال عقلك.
﴿أم يقولون شاعرٌ نتربصُ بهِ ريبَ المنون﴾ فيا عجباً! أيقولون لك: شاعر، كالكفار العوام الذين لا يحتكمون الى العقل! أوَهم ينتظرون هلاكك وموتك! قل لهم: انتظروا وأنا معكم من المنتظرين.فان حقائقك العظيمة الباهرة منزّهة عن خيالات الشعر ومستغنية عن تزييناته.
﴿أم تأمُرهم أحلاُمهم بهذا﴾: أم أنهم يستنكفون عن اتباعك كالفلاسفة المعتدين بعقولهم الفارغة؟؛ الذين يقولون: كفانا عقلنا. مع أن العقل نفسه يأمر باتباعك، فما من قول تقوله إلاّ وهو معقول، ولكن لا يبلغه العقل بمفرده.
﴿أم هم قوم طاغون﴾ أم ان سبب انكارهم هو عدم رضوخهم للحق كالطغاة الظلمة؟ مع أن عقبى الجبارين العتاة من فراعنة ونماريد معلومة لا تخفى على أحد.
﴿أم يقولون تقوّله بل لا يؤمنون﴾. أم أنهم يتهمونك بأن القرآن كلام من عندك، كما يقول المنافقون الكاذبون الذين لاضمير لهم ولا وجدان؟ مع أنهم هم الذين يدعونك الى الآن بـ(محمد الأمين) لصدق كلامك. فاذاً لا ينوون الايمان. وإلاّ فليجدوا في آثار البشر مثيلاً