﴿أم عندهم خزائن ربك﴾ أم أنهم ينفون الارادة الآلهية كبعض الفلاسفة الضالين او ينكرون اصل النبوة كالبراهمة، فلا يؤمنون بك! فعليهم اذاً ان ينكروا جميع آثار الحِكَم والغايات الجليلة والانتظامات البديعة والفوائد المثمرة واثار الرحمة الواسعة والعناية الفائقة الظاهرة على الموجودات كافة، والدالة على الارادة الآلهية واختيارها، وعليهم ان ينكروا جميع معجزات الانبياء عليهم السلام، أو عليهم أن يقولوا: أن الخزينة التي تفيض بالاحسان على الخلق اجمعين هي عندنا وبايدينا. وليُسْفِروا عن حقيقتهم بأنهم لا يستحقون الخطاب، ولا هم أهلٌ له. اذاً فلا تحزن على انكارهم. فلله حيوانات ضالة كثيرة.
﴿أم هم المصيطرون﴾ أم أنهم توهموا أنفسهم رقباء على اعمال الله تعالى؟ أفَيريدون ان يجعلوه سبحانه مسؤولاً، كالمعتزلة الذين نصبوا العقل حاكماً! فلا تبالِ ولا تكترث بهم إذ لا طائل وراء انكار هؤلاء المغرورين وامثالهم.
﴿أم لهم سلمٌ يستمعونَ فيه فليأتِ مستمعُهُم بسلطانٍ مبين﴾ أم أنهم يظنون أنفسهم قد وجدوا طريقاً آخر الى عالم الغيب كما يدّعيه الكهان الذين اتبعوا الشياطين والجان، وكمشعوذي تحضير الارواح؟ أم يظنون أن لديهم سلماً الى السموات التي صُكت ابوابها بوجوه الشياطين، حتى لا يصّدقوا بما تتلقاه من خبر السماء! فانكار هؤلاء الفجرة الكذابين وامثالهم، هو في حكم العدم.
﴿أم لهُ البناتُ ولكم البنون﴾ أم أنهم يسندون الشرك الى الأحد الصمد باسم العقول العشرة وارباب الانواع كما يعتقد به فلاسفة مشركون، أو بنوعٍ من الالوهية المنسوبة الى النجوم والملائكة كالصابئة، أو باسناد الولد اليه تعالى كالملحدين والضالين، أو ينسبون اليه الولد المنافي لوجوب وجود الأحد الصمد، ولوحدانيته وصمدانيته وهو المستغني المتعال؟ أم يسندون الأنوثة الى الملائكة المنافية لعبوديتهم وعصمتهم وجنسهم (طبيعتهم)؟ أفَهُم يظنون أنهم بهذا